حُلمٌ في ليلةٍ شتَوية


د.بسيم عبد العظيم
حُلمٌ في ليلةٍ شتَوية
جَاءتْ تُحَدِّثُني على استحيَاءِ
وتَقولُ جَفَّ الماءُ مِن صَحرَائي
والظَبي في صَدري ينامَ على الطوَى
واشتاقتْ الأشياءُ للأشياءِ!
شهَقَتْ إليَّ يَمامَةٌ لأضمَّها
ويمَامَةٌ تَمشي على استحيَاءِ
والزَينبيةُ في الجَمالِ غزَالَةٌ
عَطْشَى وكنتُ مُتيَّماً بالمَاءِ
فبشَعرِهَا الغَجريِ شَمْسُ قصيدةٍ
وبوجهِهَا القَمريِ بَدرُ ضيائي
وبخدِها الورديِ عِطْرُ حدَائقٍ
وبثغرِهَا المَلكي خَمْرُ سِقَائي
ماذا أقولُ ومنكِ صوتُ محبَّةٍ
ألفٌ أنَا..وأدورُ حولَ الباءِ
أيقظتِ في روحي تمَائِمَ فرحَةٍ
ليزيدَ شوقُ الحُوتِ للعَذراءِ
ومنَحْتِني عشقاً وجئتِ بليلةٍ
رتَّلْتُ مِن مِعراجِها إسرائي
كحديثِ عشقٍ كاملٍ في مُسندٍ
جمعَ البيانَ بسورةِ الشعراءِ
الحبُ وحيُ اللهِ حيٌ لم يمتْ
لو تلتقي الأشلاءُ بالأشلاءِ
لا تحسبنْ الحُبَّ مَيْتَاً إنَّما
حَازَ المُحِبُ منَازِلَ الشُهداءِ
الزينبيةُ لم تزلْ في مَخدعي
ناديتُ يَا هل تسمعين ندائي
دخلَ الشتاءُ وزَينَبٌ عصفورَةٌ
دَخَلَتْ بحِضْنِ عباءتي ورِدَائي
وبَكَتْ وبعضُ الدَمْعِ أجمَلُ فرحةٍ
لتُفجِّرَ البركانَ مِن أجزائي
وتقولَ هَيْتَ ..أقولُ هيتَ وبعدَها
جاءَ الربيعُ بلحظةِ استثناءِ