الشاعر :مصطفي محمد كردى
بــدرُ الـهـدايةِ فـي الـظّلماءِ يُـفتَقدُ
يـا مـن لـهُ الـعلمُ والإرشـادُ والـرَّشَدُ
يـا مـنبعَ الـعلمِ والـتّحقيقِ في مَدَدِ
كــأنّــهُ مَـــدَدٌ مـــن خـلـفـهِ مَـــدَدُ
أظـهرتَ لـلنّاسِ عـلمَ الـعارفينَ فـما
أظـهـرتَ مـن سَـنَدٍ إلا بـما اسـتندوا
يـا مـن رَويتَ قلوبَ القومِ في كتبٍ
أودعـتَـها حِـكَمًا فـي صـفوِها وردوا
حـقّقتَ مـن مِـنَحٍ مـا كـانَ من مِنَحٍ
كــأنّـهـا وَلَــــدَت إذْ قــيـلَ لا تَــلِـدُ
هـذي الـدّقائقُ مـن عـرفانِكم عُرِفَت
فـالفضلُ من فضلِكم والخيرُ والسَّدَدُ
سابقتَ في سُفُنِ الإخلاصِ في لُجَجٍ
والــرّوحُ مَـركـبُكم والـقلبُ والـوَجَدُ
يـا غـارقًا فـي هـوى الرّحمنِ معذرةً
إنْ قـلتُ فـي شـأنِكم فالعبدُ يجتهدُ
أنــتـم لــنـا أســوةٌ فاللهُ مـقـصدُكم
والـخيرُ فـي وجهِكم والبِشرُ والرَّغَدُ
مـا جـاءَكم راغـبٌ مـن نورِ منهجِكم
إلا وقــد جــاءَهُ الـمـرغوبُ والـزُّبَـدُ
أشـهـدتمُ الـخلقَ مـن ذكـرٍ ومـعرفةٍ
شـمسًا فـما رجـعوا إلا وقـد شَـهدوا
أوصـلتمُ الـنّاسَ من إحسانِ رؤيتِكم
والـنّاسُ مـن دونِـكم قـد نـالَها الرَّمَدُ
أعـطـاكـمُ اللهُ مــن آيــاتِ وحـدتـهِ
وزادَكـم فـي الـعُلا فـالواهبُ الأحـدُ
