هيفاء..الفصل العشرون


الكاتب فايل المطاعنى
سر النافذة
وبعد أن ذهب الضيوف وجلست الوالدة نصراء مع زوجها مسلم وهم في وحيرة مما حدث في عرس أبنتهم كان الوالد مسلم يذرع الأرض ذهابا وإيابا والحزن قد سيطر عليه ولكن زوجته لم تدعه لإحزانه فقالت له: الوالدة نصراء: هل تعتقد أن ماحدث له دخل بالقلادة ؟
أم هناك تفسير آخر أرجوك أخبرني فأنا في حيرة من أمري.
كان الوالد مسلم في حالة تفكير عميق وفجأة لمعت عيناه كأنه تذكر شي
فقال لها: نعم وليس فقط القلادة هل نسيتي النافذة إلا تذكرين وصية والدي عندما قال :هذا البيت ملك لك دون أخوتك بما فيه، وقال بالحرف الواحد، أن هذه النافذة وأشار إلى تلك النافذة بالتحديد يحرسها حارس من الجن، فمنها يدخلون لكي أتحدث معهم فاحرص كل أربعين ليلة أن تأتي له بأربع قطع من عظام كتف شاة ،أربع قطع متساوية،حتى يتمكن من الحراسة ،فلا تغفل عنه يا بني ، وأحس مسلم بالندم فقد نسي ما قال له والده ولم يلتزم بذلك مما مكن الجن الآخرين أن يدخلوا من النافذة مما سبب أذي لأبنته بل للعائله كلها.
وأخذ يتذكر المصائب التي حلت بهم جراء الأستهانة بكلام والده و أسترسل قائلا: هل تذكرين عندما مرضت أبنتنا ولم نجد لها علاج في المشفي، ماذا قال لنا الوالد
والله إنى أتذكر كلامه وكأنه الأن يخاطبني
قال لي الوالد علي: يا مسلم لا تعد بنذر ثم لا توفي به، فهؤلاء القوم سوف يطالبون بنذرهم ولو طال الأمد.
كانت نصراء تبكي وهي تقول لزوجها: والأن ما العمل هل سنظل رهن أشارتهم لابد أن يكون هناك حل لن يصبح الماضي المقصلة التي تقص رقابنا واحد تلو الآخر
أخذ الوالد مسلم يفكر في حل لهذه المشكلة وبعد تفكير ليس بقصير، تذكر أن صديقه خليفة يعرف أحد المشايخ فعسى أن يجد حلا عند هذا الشيخ فأخذ هاتفه وطلب صديقه خليفة قائلا له مسلم: السلام عليكم أبو محمد
خليفة :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أبو علي
مسلم: تذكر مرة أخبرتني أن هناك رجل دين يعالج الناس بالرقية الشرعية أريد أن يأتي إلينا.
أبتسم خليفة وهو يقول:يا سبحان الله أنت يا أبو علي لديك علم ألم ترثه من والدك رحمة الله عليه؟
أبتسم مسلم إبتسامة حزينة: نعم أنا ورثت ذلك من والدي ولكن للأسف مع انشغالي بأعمالي التجارية نسيت ذلك العلم عندما يتنافس العلم والمال الغلبة تكون للمال على حساب العلم ولا أعلم أحد أمسك بطرفي الخيط لابد لطرف أن يطغي على الأخر وهذا الذي حدث معي سيطر المال على العلم
أخذ صديقه يطيب خاطره ثم قال له:نعم أعرف عالم يعالج الناس بالرقية الشرعية ولكن لا يأتي إليهم هم يذهبون إليه
تهلل وجه الوالد مسلم :أين مكانه سوف أذهب إليه أين بيته أعطني عنوانه. ★★★★★
وما أن فرغت هيفاء من قرأت رسالة محمد، تنهدت تنهيدة سمعتها مزون التي كانت تقاوم النعاس فهي تريد أن تحكي لأبنة خالتها ماحدث لها ولكن هيفاء قالت لها :لا عليك يا حبيبتي أنت مرهقة ستريحي وغدا نكمل حديثنا
وضغطت مزون على يد هيفاء كأنها تقول لها لا تتركيني
وفهمت هيفاء تلك النظرة المنكسرة فقالت لها :أنا معك لا تخافي أنت مقاتلة شرسة لن يقدروا عليك،
وحينها أغمضت مزون عينها ،وجلست هيفاء تبكي
وتقول :والدي معهم ،ماذا أفعل الآن،لا تبدو عليه صفاتهم فهو رجل حافظ للقران،هو والدي لم يؤذيني طيلة أربعة وعشرون عام وأنا معه لم ألاحظ عليه شيئا، لم أجده يوم لا يصلي وأخرجت صور لأبيها قد أخذتها له أيام العيد أخذت تتصفح تلك الصور، هنا تضحك عندما تري صورة مضحكة لأبيها
وهناك تصمت عندما تنظر إليه وهو يصلي،لم يصدق قلبها ما قيل عن أبيها، أباها ليس ساحر، و ورحلت بخيالها إلى البعيد حتى وصلت إلى مرحلة الطفولة عندما كان والدها يحملها فوق ظهره وهو ذاهب الى السوق وكانت تنام في الصالة عندما تصحو تجد نفسها على سريرها ،
لقد علم أخواني أن يكونوا أصحاب مبادئ هل يعقل بعد هذا يتحالف مع الشيطان و قالتها بقوة وكأنها تخرج الطاقة السلبية من جوفها وبكت بكاء شديد حتى أغرقت المنديل بالدموع وهي تقول :أبي ليس ساحر حتى تفاجئت بمزون تقف تحتضنها وهي لم تشعر بها
مزون : أريد أن أخبرك بشي ربما لم أذكره فالرسالة التي وصلتك قد شغلتنا قليلا عن تكملة الحديث
هيفاء بأستغراب: ماذا هناك
مزون:أريد أن أخبرك أن عمي راشد ليس ساحر
وهنا هلل وجه هيفاء فرح
واضافت مزون: أريدك أن تفخري بوالدك إنه رجل جليل و سوف أزيد في الحليب قطرة من العسل تعالي سأخبرك بشي يهمك بل يهم الاسرة كلها.
يا تري ماذا لديها مزون ولماذا غيرت رايها عن عمها ؟راشد غدا إن شاء الله سوف نكمل بقية الأحداث
/يتبع