كاتب في سطور حنا مينة

ولد حنا مينه ولد في مدينة اللاذقية (9 آذار 1924)  و هو روائي سوري .

عاش طفولته في إحدى قرى لواء الأسكندرون على الساحل السوري، وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقية وهي عشقه وملهمته بجبالها وبحرها.  وقد كافح كثيراً في بداية حياته وعمل حلاقاً وحمالاً في ميناء اللاذقية، ثم كبحار على السفن والمراكب وايضا . أ شتغل في مهن كثيرة أخرى منها مصلح دراجات، ومربي أطفال في بيت سيد غني، إلى عامل في صيدلية إلى صحفي أحيانا، ثم إلى كاتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللغة العامية، إلى موظف في الحكومة، إلى روائي.

هو أب لخمسة أولاد، بينهم صبيان هما :
سليم الذي توفي في الخمسينيات في ظروف النضال والحرمان والشقاء، والآخر سعد، أصغر أولاده، وهو ممثل معروف شارك في بطولة المسلسل التلفزيوني (نهاية رجل شجاع) المأخوذ عن رواية والده. ولديه ثلاث بنات: سلوى (طبيبة)، سوسن (شهادة في الأدب الفرنسي)، وأمل (مهندسة مدنية).

وقد توفي حنا مينه يوم الثلاثاء 21 آب 2018
ويُعد حنا مينه أحد كبار كتاب الرواية العربية ..

وساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب .وتتميز رواياته بالواقعية .

قام بتأليف نحو 40 رواية اجتماعية، من أبرزها (المصابيح الزرق) التي تحولت إلى مسلسل بنفس الاسم، ورواية (نهاية رجل شجاع) التي تحولت هي الأخرى إلى مسلسل سوري.

ان بداياته مع الكتابة كانت متواضعة، تدرج في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.

أرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق، وبعد استقلال سوريا أخذ يبحث عن عمل وفي عام 1947 استقر به الحال بالعاصمة دمشق وعمل في جريدة الانشاء الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها.

بدأت حياته الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية وللآسف ضاعت من مكتبته فتهيب من الكتابة للمسرح .

كتب الروايات والقصص الكثيرة بعد ذلك والتي زادت على 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة ، منها عدة روايات خصصها للبحر الذي عشقه وأحبه .

كتب القصص القصيرة في البداية في الأربعينات من القرن العشرين ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها..

أولى رواياته الطويلة التي كتبتها كانت
(المصابيح الزرق)
في عام 1954 وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، ويذكر أن الكثير من روايات حنا مينه تحولت إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تلفزيونية.

ساهم حنا مينه مع لفيف من الكتاب اليساريين في سوريا عام (1951) بتأسيس رابطة الكتاب السوريين، والتي كان من أعضائها: مواهب كيالي وحسيب كيالي ومصطفى الحلاج وصلاح دهني، وآخرون. نظمت الرابطة عام 1954 المؤتمر الأول للكتاب العرب بمشاركة عدد من الكتاب الوطنيين والديمقراطيين في سوريا والبلاد العربية وكان لحنا مينه دور كبير في التواصل مع الكتاب العرب في كل أنحاء الوطن العربي.

و أيضاً ساهم بشكل كبير في تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وفي مؤتمر الاعداد للاتحاد العربي التي عقد في مصيف بلودان في سوريا عام 1956 كان لحنا مينه الدور الواضح في الدعوة إلى ايجاد وإنشاء اتحاد عربي للكتاب، وتم تأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1969.

من أقواله :

أنا «كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين)
فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحياة الآخرين، هؤلاء الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيله،

مهنة الكاتب ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة.
لا تفهموني خطأ، الحياة أعطتني، وبسخاء، يقال إنني أوسع الكتاب العرب انتشاراً، مع نجيب محفوظ بعد نوبل، ومع نزار قباني وغزلياته التي أعطته أن يكون عمر بن أبي ربيعة القرن العشرين.
يطالبونني، في الوقت الحاضر، بمحاولاتي الأدبية الأولى، التي تنفع الباحثين والنقاد والدارسين، لكنها، بالنسبة إلي، ورقة خريف اسقطت مصابيح زرق».

إن البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب، وأسأل: هل قصدت ذلك متعمّدا؟
في الجواب أقول:
في البدء لم أقصد شيئاً، لحمي سمك البحر، دمي ماؤه المالح، صراعي مع القروش كان صراع حياة،أما العواصف فقد نقشت وشما على جلدي،
إذا نادوا: يا بحر أجبت أنا! البحر أنا، فيه ولدت ، وفيه أرغب أن أموت.. تعرفون معنى أن يكون المرء بحارا ؟»

الأدباء العرب، أكثرهم لم يكتبوا عن البحر لأنهم خافوا معاينة الموت في جبهة الموج الصاخب.
لا أدعي الفروسية، المغامرة نعم!
أجدادي بحارة ، هذه مهنتهم، الابن يتعلم حرفة أهله، احترفت العمل في الميناء كحمّال، واحترفت البحر كبحار على المراكب.
كان ذلك في الماضي الشقي والماجد من حياتي، هذه المسيرة الطويلة كانت مشياً، وبأقدام حافية، في حقول من مسامير، دمي سال في مواقع خطواتي، أنظر الآن إلى الماضي، نظرة تأمل حيادية، فأرتعش. كيف، كيف؟!»

الأفلام المقتبسة :

تناولت إنتاجات السينما السورية من خلال المؤسسة العامة للسينما، أدب حنا مينة في خمس تجارب في مجال الفيلم الروائي الطويل.
– الأولى كانت من خلال فيلم تجريبي هام قدمه المخرج العراقي الشهير قيس الزبيدي، ولم يشارك الفيلم الذي صور باللونين الأبيض والأسود في أي مهرجان سينمائي داخل أو خارج سوريا، بل لم يعرض على امتداد ما يزيد عن الأربعين عاما.
– أما الفيلم الثاني فكان عن رواية بقايا صور، وقد أخرجه نبيل المالح وحقق به ثلاث جوائز هي:
الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي في الدورة الثانية، وجائزة أفضل إخراج في مهرجان قرطاج السينمائي، وجائزة أفضل ممثل من آسيا وأفريقيا للفنان أديب قدورة.
– أما التناول الثالث فكان فيلم الشمس في يوم غائم، لمخرجه محمد شاهين وقد حقق فيه ثلاث جوائز:
أفضل تصوير لجورج لطفي الخوري في مهرجان دمشق السينمائي 1985، الجائزة التقديرية من كارلو فيفاري 1985، وجائزة أحسن سيناريو لمحمد مرعي فروح في مهرجان قيرغيزيا السينمائي.

أما فيلم آه يا بحر فلم يحقق جوائز. بينما لم يشارك فيلم الشراع والعاصفة في المهرجانات السينمائية إلا في أضيق الحدود بسبب الأوضاع في سوريا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى