صيادات كفر الشيخ يقهرن البرد.. يتحملن الصعاب لتوفير قوت أولادهم


سهيلة عبد اللطيف
تتعدد صور الكفاح من أجل لقمة العيش وبقرى البرلس ومطوبس والرياض وسيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ، أمثلة عديدة لسيدات تعودن على الكفاح منذ صغرهن لمساعدة آبائهن أو أسرهن بعد الزواج يعلمن بمهنة الصيد، لتوفير نفقات البيت، ولقمة العيش، ولا تضطر أسرهن لمد اليد للغير
يستيقظن فجراً ويتجمعن فى شوارع القرية، ويتوجهن فى رحلات صيد إما على ضفاف بحيرة البرلس فى المراكز الثلاثة ” البرلس وسيدى سالم ومطوبس” أو تقومن بعملية الصيد بالترع والمصارف وبنهر النيل، حسب قرب القرية من المسطحات المائية.
ومن بين تلك السيدات من تصدن بأيديهن تتعدى أعمارهن 50عاماً، اجبرتهن الظروف المعيشية على الخروج فى رحلات صيد وسط البحار والمصارف، ومنهن من تستقل مركب صغيرة وبرفقتها زوجها أو أولادهن، للعمل من الساعة الرابعة فجرا حتى الساعة الرابعة مساء، لتعود لتبيع ما رزقها الله من أسماك بمبالغ زهيدة تكفى حاجة أسرهن.
قالت مريم كامل محمد،45 سنة، متزوجة ولديها 4 بنات، تعودت منذ صغرها على عملية الصيد، فكانت تعمل مع والدها قبل زوجها، وكان عمرها 6 سنوات، وبعد زواجها خرجت مع زوجها لتساعده فى عمله، حتى لا يمد يده للأخرين، وتساعده على تربية بناتها الاربعة، مؤكدة أن تلك المهنة طوال 39 سنة، علمتها الصبر والتحمل والكفاح، والرضا بقضاء الله وقدره، والرضاء بما يرزقها الله به أن كتان كثيرا أو قليلا.
وأضافت أم الخير محمد عبدالله، 61 سنة، إنها من قرية سكرانة التابعة لمركز مطوبس، بدأت تعمل فى مهنة الصيد وكان عمرها 12 سنة، وكانت تساعد والدها، وعندما تزوجت وكان عمرها 17سنة، استمرت فى تلك المهنة الشاقة لتساعد زوجها، وبرغم انها وصلت لهذا العمر إلا أنها مصممة على مساعدة زوجها، فقد رزقها الله ب 3 بنات، ولم يرزقها الولد الذى يساعده والده فى عمله، وستظل تعمل لأخر يوم فى عمرها، لتستر بناتها، ولا تحتجن اى مساعدات من أحد.
وقالت أمر الخير، طوال 48 سنة عمل بمهنة الصيد، تعلمت الكثير، تعلمت الصبر والرضا بالقليل، والاعتماد على الله، والأمل الغد برغم الصعاب التى تواجهها أثناء عملية الصيد، وأفضل ما تفعلها أثناء رحلتها اليومية، الاستمتاع بجمال بحيرة البرلس والمياه، والسماء والطيور المهاجرة، و عجائب الله فى خلقه وقدره، كل ذلك يعطيها حياة على حياتها، وزرعت ذلك فى بناتها، ليكن أمهات صالحات.
وأضافت أحلام سالم على، صيادة، إنها تخرج للصيد مهما كانت ظروف الطقس السيئ لأنه العائد الوحيد لأسرتها، مشيرة إلى أن زوجها عمرو عباس يعانى من صمام فى القلب ولا يستطع العمل، وابنتها سهيلة لديها إعاقة فى قدمها، كما أن ابنتها الثانية (رحمة) تعانى من تضخم الكبد، وبرغم تلك الأحزان التى تشعر بها والمسئولية الضخمة، موضحة أنها اضطرت للعمل بمهنة الصيد وتحاول صيد أكبر قدر من الأسماك لتعود لأسرتها بـ50 أو 70 جنيها توفر لهم طعامهم.
وقالت غاده حسن أحمد، طالبة بالصف الثالث الثانوى التجاري، والتى تخرج مع والدتها للصيد فى الترع والمصارف أحيانًا حتى توفر لنفسها نفقات المدرسة، إنها تعمل بمهنة الصيد مع والدها ووالدتها، لتساعد أسرتها فى توفير احتياجاتهم، و لتوفر لنفسها تكاليف زوجها المقرر آخر العام المقبل.