قصة الجنية ….الحلقة 3


الكاتب فايل المطاعنى
بيني وبين الصمت، محبة من سنين
وأخاف أخون الصمت لا من تكلمت
بعض الحكي يوجع، ولو كان حرفين.
وش ينفعك لا من حكاية و تندمت. ( عبد القيوم )
الوالد اراد ان يريح رأسه، من وجع الأبناء ، والسنة خذت تتحدث، و الناس عندما يجدوا قضية فالاكيد أنهم لن يتركوها تمر ، مرور الكرام ، لماذا تترك اطفال لوحدهم، ولماذا تمنع امهم من زيارة أطفالها،فلا يذهب إلى أصدقاء أو أقارب الا الألسنة تتحدث في أمر الأبناء و مصيرهم هنا الوالد فكر ماذا يفعل.
ولمعت الفكرة برأسه. لماذا لا يتزوج وسوف تتولى الزوجة أمر الاطفال،ولكن فكر قليلا من تلك التي تتزوج رجلا ،لديه ستة من الأطفال ؟الاكيد انها مغامرة غير مأمونة الجوانب.! اذا هناك فكرة أقل خطر وأقل تكلفة بالتأكيد ،فماذا كانت الفكرة
أتي بعامل اجنبي، أسمه عبدالقيوم ليهتم بأمرنا ، فكان
ينام معنا بغرفة واحدة !
يطبخ لنا، ويغسل ملابسنا، بس الرجل كان حنون، أكثر من والدي و في بعض الاوقات اسميه والدي
سقطت دمعه كبيرة من عيناها وأغرقت الاوراق، التي أمامها ، واصبح المطر الاسود ، ينساب في كل اتجاه ولا تستطيع ان توقفه، فقد فتحت باب الذكريات، وكيف لي ان اوقف الالم
وان أغلق ذلك الباب.
… وحنيني الدائم رغم أنني الان كبيرة وام ولكن لا زلت احن الى ايام والدي عبدالقيوم. ووتركت القلم جانبا واخذت تبكي ،
فلقد تذكرت عبدالقيوم
الذي بلغها خبر وفاته قبل أيام قلائل، وبعد أن جفت دموعها. قالت :
الحمدلله على كل حال. هكذا استقبلت خبر موت والدها
عبد القيوم.وكتبت ولكن بخط مختلف عن ذلك الخط الذي تكتب به دائما وبلون الاحمر هذه العبارة
(عبدالقيوم كان أبي الحقيقي الذي، رباني، وأخذ الدور الذي يفتروض أن يأخذه والدي، دام ان والدي منع والدتي عنا، ولكن الرجال، آه من قهر الرجال. )
كيف انسي بابا عبدالقيوم وحنانه ، مرة من المرات استيقظت أختي الصغرى من النوم خائفة مرعوبة تبكي
فذهب عبدالقيوم الله يرحمه سخن لها الحليب، واجلسها على ركبتيه حتى نامت، كان حنون جدا ، الله يرحمه ويغفر له.ويدخله الجنة.
بعد ما كبرت وصار عمري تسع سنين،رفض عبدالقيوم أن ينام معنا ، كان يقول انت الان كبيرة، وأصبح ينام في الغرفة المجاورة، في هذه السن المبكرة تدربت على أمور الحياة، فصرت أهتم باخوتي لم اللعب مع رفيقاتي ،كحال الفتيات الصغيرات. كنت اشاهد الفتيات الصغار يلعبن أمام بيوتهم الالعاب المختلفة ،ولكنى لا أستطيع أن اللعب معهم، فلقب الجنية كان قد سبقني إلى الحارة وايضا إلى المدرسة. أما معلماتي بالمدرسة يقتربن أما لفضول أو شدتهم شقاوتي وايضا جمالي الملفت للنظر
قدري أن أكون جنية في كل الأحوال.
وأن اكون أم وأب وأخت في ذات الوقت، فهل احد يستطيع ان يتحمل كل هذا في سن التاسعة
فتح الوالد دكان ، فأخذ عبدالقيوم معه، فصار اعمال البيت كله على، من طبخ وتنظيف ، وتربية أخواني، لحد ما وصلت إلى المتوسطة ، قرر الوالد ان يتزوج.رحمة بي، مثلما قال لي.
قرر الوالد ان يتزوج وسافر لاختيار زوجته،
اما والدتي المسكينة فهي تسمع اخبارنا من الناس ونحن بعد نسمع اخبارها من الناس
بعد ما تزوج الوالد، كانت الامور جيدة نوع ما، فزوجته كانت حنونة جدآ معنا ؛ لان الوالد قال لها بأن امي ميتة
وكانت تشتغل عني وتحثنى على المذاكرة وكانت تقولي، اهتمي بدراستك، فهي مستقبلك، وما حد راح ينفعك غيرها، ولكن بعد ما انجبت اختلف الوضع مائة وثمانون درجة، تركت أبنتها عندي وبعده ابنها لكي اعتني بهم بينما هي صارت تهتم بنفسها
وتذهب إلى الاسواق، وسكتت الجنية والقت بالقلم جانبا وبكت بكت بكت ثم قالت ( الحمدلله على كل حال) يتبع.
القصة ضمن المجموعة القصصية لكتاب جريمة على شاطئ العشاق