فريق من القادة خير من قائد واحد


د.هنيدة بنت نزيه قدوري
” القائد الإيجابي العظيم يحمل بداخله الخير للناس جميعًا ويعمل على تحقيق هذا الخير بأفضل الطرق”
الشيخ محمد بر راشد آل مكتوم
القيادة هي التأثير في الآخرين بحماس؛ لتحقيق أهداف محددة وهذا يتطلب مجموعة متكاملة ومتداخلة من المهارات التي تساعد على توجيه النمو القيادي والتأثير الإداري في الاتجاه الصحيح من مثل مهارات الحكمة، رجاحة العقل، سعة الأفق، الابتكار، التجديد التحدي، القدوة والتمكين.
فالقادة يصنعون فرقًا أينما وجدوا سواء كانوا موظفين عاديين أو تنفيذيين متمكنين لأن القيادة الحقيقية تصاعدية تبدأ من أسفل الهرم إلى قمته مما يتيح للقيادة الوسطى اكتساب الخبرات والتعلم من الأخطاء والاستفادة من تجارب الآخرين ولكن نجد أن القيادة الوسطى يعانون كثيرًا من الإحباط بسبب التعامل مع أنماط مختلفة من القيادات وخاصة القائد غير الفعال والذي ليس لديه كفاءة أو خبرة أو كاريزما في القيادة ويفتقد إلى البصيرة النافذة والحماس واستشراف المستقبل مما يتسبب في نشر الإحباط والسلبية والقائد الأناني الذي لا يهتم بالنجاحات الفردية ويهتم بنجاحات المؤسسة دون الاهتمام بمشاعر مرؤوسيه ويحاول الاستحواذ على أكبر قدر من الصلاحيات والامتيازات.
ومن مسببات الإحباط أيضًا التعامل مع القائد المتسلط الذي يستخدم نفوذه ومركزه ووصفه الوظيفي ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة، والقائد المتوحد الذي يترأس كل شيء ويدير كل أموره بمفرده ويتخذ قرارات فردية مركزية فهما من القيادات التي تعوق سير العمل وتصيب مرؤوسيه بالعجز والملل وقلة الإنتاجية والدافعية للعمل.
فنفوذ القائد ينبع من شخصيته وينشأ من حكمته وذكائه ومهاراته في صنع القرار واتخاذه، لأن المركز لا يصنع القادة فصاحب النفوذ الإيجابي الذي يفوق مركزه ووصفه الوظيفي هو قائد مؤثر وشامل وتقوم علاقته بالآخرين على أساس الثقة المتبادلة فيثق في قدرات ومهارات الآخرين ويستمع جيدًا لآرائهم ويتعاون ويتشارك معهم ويدفعهم نحو الإنجاز لتحسين أداء مؤسستهم مع التركيز على أن فريق من القادة خير من قائد واحد لأن أفضل القادة لا يوجدون الأتباع بل يوجدون مزيدًا من القادة ويدفعونهم نحو النجاح اللامتناهي.
فكن قائدًا ذا أثر