نوايا مزيفة بألوانٍ زاهية


عبهر نادي_ المدينة المنورة
لم تكن الألوان الزاهية سوى قناعٍ بارع، ولا الرقص سوى تمثيل متقن. انجذبنا إلى خفة الحركات وقرأناها على عجل كرموزٍ للجمال،فإذا بها طُعمٌ يلمع قبل اللدغة .
كان وهماً أن نصدق أن كل ما يُدهشنا بريء، أو أن كل ما يلمع يحمل في طياته النقاء. اقتربنا من تلك الكائنات التي حسبناها فراشات، لنكتشف لاحقًا أنها لم تكن سوى أفاعٍ تُجيد التنكر… تُلوّح بأجنحة مزيفة، وتُبطن السمّ في حركات رشيقة تبثه في حياتنا دون أن نشعر .
كم مرة أطلقنا العنان لثقتنا لنجدها عارية أمام خيبة أخرى؟
حين يكون الجمال ستارًا للخداع، نقع في المصيدة طواعية، نُسلم مشاعرنا لمن يُجيد اللباقة، ونمنح الأمان لمن يتقن الإقناع، ونقرأ المظهر على أنه مرآة للروح… ولا ندرك أن خلف النعومة قد يسكن الخطر.
لقد أدركنا متأخرين أن ليس كل حديث عذب صادق، ولا كل لطيفٍ نقي.
فبعضهم يُجيدالتمثيل حد الإتقان، ولديه قدرة على ارتداء الأقنعة وتبديلها حسب مصلحته، ويبث السمّ فينا ببطء… لا لِنُقتل بل لنضعف،ونشكّ، ونفقد إيماننا بمن حولنا ..
لكن الحياة تُعلّم…
ومع التجربة، نفهم أن ليس كل جميل أمين، وأن الزيف قد يرتدي حُللًا براقة، ويختبئ خلف ابتساماتٍ مصقولة. فلنكفّ عن الركض خلف كل من يبدو متألقًا، ونتعلّم أن نُمعن النظر، لا في الطلاء الخارجي، بل في النوايا الخفية.
فالعبرة ليست أن نشكّ في كل أحد، بل أن نُبقي وعينا يقظًا، ونُحسن الفِراسة، وننتبه لمن يُتقن خداع النور.
لسنا مطالبين بأن نعيش في خوف، لكن أن نتعلم كيف نفرّق بين الضوء الحقيقي… وبين بريقٍ ملوّث ينسج من الوانه خيوطاً خادعة ثم يرحل تاركاً في القلب لسعة لا تُنسى .
ومضة:
أن نُخدع مرة فهذا درب التعلم ، وأن نخدع مرتين فهذا قرار .