“وصلة الأجيال”: عصام السيد وإسلام إمام في حوار مسرحي يضيء آفاق الإبداع


صموئيل نبيل أديب
شهد المهرجان القومي للمسرح المصري ضمن فعاليات برنامج “وصلة” لقاءً فنيًا وإنسانيًا فريدًا جمع المخرج الكبير عصام السيد بتلميذه المخرج إسلام إمام. أدار الحوار المخرج هاني عفيفي، وهو أيضًا من تلاميذ السيد، ليتحول اللقاء إلى محاورة ثرية حول تبادل الخبرات وامتداد الرؤية المسرحية من جيل إلى جيل.
رحلة فنية ملهمة: تكريم من التلميذ للأستاذ
استهل المخرج هاني عفيفي اللقاء بتقديم شامل لمسيرة أستاذه عصام السيد، مستعرضًا عروضه المسرحية المؤثرة ودوره المحوري في إعداد أجيال من المخرجين المسرحيين الذين أصبحوا علامات فارقة في المشهد المسرحي المصري. ولم يغفل عفيفي الإشادة بتجربة إسلام إمام، التي بدأت من عروض الشباب وتطورت لتحصد جوائز مهمة عن أعمال مثل “ظل الحمار”، بالإضافة إلى مشاركاته البارزة في موسم الرياض المسرحي.
عصام السيد: الإخراج “لعبة” ممتعة وتعاملي مع النجوم أسهل
عبر المخرج عصام السيد عن سعادته البالغة بالتواجد بين تلاميذه وأبنائه، مؤكدًا فخره بإسلام إمام وهاني عفيفي كـ”مخرجين موهوبين”. واستذكر السيد بداية علاقته بإمام كمساعد مخرج في عرض لخالد جلال، ثم كأحد المتميزين في ورشة الإخراج بمركز الإبداع الفني، حيث أخرج إمام أول أعماله “الملك لير” برؤية متجددة.
شدد السيد على أن ورش الإخراج يجب أن تتجاوز مجرد التدريب لتثمر عروضًا وتجارب مسرحية حقيقية. ووصف الإخراج بـ”اللعبة” التي يستمتع بها، لافتًا إلى أن التعامل مع النجوم أكثر يسرًا من التعامل مع “أنصاف الموهوبين” لامتلاك النجم لأدواته التي تخفف الكثير من الأعباء.
إسلام إمام: أدين لعصام السيد الكثير وتجربتي مع النجوم أكثر سلاسة
من جانبه، أعرب المخرج إسلام إمام عن اعتزازه بالوقوف أمام أستاذه عصام السيد. قال إمام إنه نشأ على متابعة عروض السيد في المسرح الكوميدي خلال دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأنه يدين له بالكثير، خاصة فيما يتعلق بتعامله مع المجاميع خلال احتفالات أكتوبر.
تحدث إمام عن تجربته الفريدة في مركز الإبداع الفني، التي شهدت تعاونًا وتنافسًا بين أسماء لامعة كعبير علي وياسر الطوبجي وهشام عطوة وهاني عفيفي. كما أشار إلى مشاركته كمؤلف ومُعد في مشروع “مسرح التليفزيون” على قناة MBC، حيث تعاون مع عصام السيد في أعمال مثل “اقفش متحرش” و”الحد الأدنى للأجور”، مؤكدًا أن نصوصه دائمًا ما تنبع من خشبة المسرح لا من خلف المكتب.
عن الإخراج: فلسفة الإبداع ومراحل التجربة
كشف عصام السيد عن فلسفته الإخراجية، مؤكدًا “لا يوجد شكل واحد للإخراج، فالنص هو ما يفرض الشكل”. وأضاف: “أنا أخرج كي أستمتع وأتفاعل، وأعتبر نفسي جزءًا من فريق العمل، لا القائد الأوحد.”
أما إسلام إمام فأكد أن الإخراج مر بمراحل متعددة في مسيرته، مشيرًا إلى أن أعماله مثل “ظل الحمار” و”رجالة وستات” و”هي وهو” كانت محطات هامة. وأضاف: “المسرح القومي مسؤولية كبرى، ولا يجب أن يبدأ المخرج من هناك، بل عليه أن ينضج تجربته أولًا.” واختتم إمام بالإشادة بأهمية تجربة مسرحة الأماكن التراثية كقصر الأمير طاز وبيت السحيمي، واصفًا إياها بأنها توسع آفاق المخرج وتدفعه لتجريب أشكال إبداعية جديدة.
المسرح: تجربة كاملة نابضة بالحياة
اختتم عصام السيد حديثه بالتأكيد على أن المسرح يجب أن يكون تجربة كاملة نابضة بالحياة، لا مجرد عرض ينتهي بإسدال الستار. ودعا إلى إعادة النظر في نماذج التدريب المسرحي، وتوفير البيئة التي تطلق طاقات الشباب وتكرس للإبداع الحقيقي.