صموئيل نبيل أديب
يواصل المهرجان القومي للمسرح المصري فعالياته الفكرية المتميزة من خلال برنامج “وصلة”، الذي يهدف إلى مد جسور الحوار بين الأجيال المسرحية المختلفة. شهدت إحدى ندوات البرنامج لقاءً إنسانيًا وفكريًا خاصًا جمع الكاتب المسرحي الكبير بكري عبد الحميد والكاتب الشاب أحمد سمير، وأدارت الندوة الكاتبة أسماء حجازي، بحضور الفنان الكبير محمد رياض، رئيس المهرجان، وجمهور غفير من الفنانين والنقاد والمسرحيين.
رياض يؤكد أهمية التيار الفكري الجديد
أكد الفنان محمد رياض خلال مداخلته أن الاهتمام بمسابقة النصوص المسرحية في الدورة الحالية ينبع من حاجة ملحة لاكتشاف تيارات فكرية جديدة في الكتابة المسرحية، وليس مجرد أسماء جديدة. أوضح رياض أن المهرجان كان يسعى لإنتاج توجهات مختلفة لشباب المبدعين، خاصة من أبناء المحافظات والمناطق الحدودية، سعيًا لإثراء الساحة المسرحية بنصوص ورؤى مغايرة قد تحدث حراكًا مسرحيًا في المستقبل. وأشار إلى حرص المهرجان على حضور أصحاب النصوص الفائزة للمؤتمر الصحفي لتعريف الجمهور بتجاربهم وإبداعاتهم.
الثقافة تخرج من المركزية
وفي مستهل الندوة، تطرقت الكاتبة أسماء حجازي إلى مركزية المهرجان، مشيرة إلى نقل فعالياته هذا العام إلى أكثر من محافظة، تحقيقًا لتوصيات سابقة بضرورة الخروج من مركزية القاهرة. تحدث الكاتب بكري عبد الحميد عن تجربته الشخصية مع تحديات فنان الأقاليم في الوصول إلى العاصمة. روى عبد الحميد كيف كانت مسابقة محمود تيمور نقطة تحول في مسيرته، مؤكدًا أنه من المحظوظين الذين لم يعانوا كثيرًا من مركزية الثقافة، وأن نصوصه أصبحت تُقرأ وتُنتج منذ تلك اللحظة.
وعن تأثير التراث الشعبي، أوضح عبد الحميد تأثره الكبير بكتابات نجيب سرور في كيفية التعامل مع الموروث الشعبي وتطويعه فنيًا، مشيرًا إلى أن التراث كان دائمًا مدخلًا أصيلًا لطرح موضوعات شائكة بطريقة فنية محكمة.
أحمد سمير المؤلف ابن بيئته
من جانبه، عبر الكاتب أحمد سمير عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في برنامج “وصلة”، مؤكدًا أن حلمه بالمشاركة في المهرجان القومي للمسرح قد تحقق. روى سمير بدايته مع المسرح التي بدأت بالتمثيل ثم كتابة الأشعار وتطورت تدريجيًا إلى التأليف المسرحي. أشار إلى أن الاحتفاء بنصوصه المسرحية وتشجيعه على الاستمرار، إضافة إلى فوزه بجائزة الهيئة العربية للمسرح، منحه ثقة مضاعفة، خاصة بعد إعجاب الجمهور والمخرجين والنقاد بنصوصه. وأكد سمير إيمانه بأن المؤلف هو ابن بيئته، ولذلك يحرص على أن تكون نصوصه نابعة من الواقع المعاش، مستخدمًا التراث كوسيط فني للربط بين الحكاية والواقع.
هل ترغب في معرفة المزيد عن أي من المشاركين في هذه الندوة أو عن فعاليات المهرجان القومي للمسرح؟
