ذكرى.. ورجاء


مرشدة يوسف فلمبان
حينما أخلو مع نفسي أتساءل بيني وبينها.. ماهي الحياة؟
تجيب ذاتي الحائرة :هي صراعات إنسانية دنيوية لاحصر لها.. دوامات نفسية متفاوتة النسب.. يوم لك.. ويوم عليك..
لحظات إكتئاب تنتابني تجعلني حزينة شاردة..و لحظات أخرى أشعر بأنني طائر يحلق إلى آفاق السعادة بين كتل الغيوم تنعش ذاتي..
ثم مرة أخرى مشلولة الإرادة.. ساهمة لا أشعر بطعم الحياة.. وأن لا أهمية لوجودي في خضم هذا الكم الهائل من الوحدة والفراغ.. وأي فراغ؟
لا أحد يشعر بمعاناتي.. ولا يدرك معنى ما أفكر فيه سوى أنني هيكل مهمل في مرمى النفايات الآدمية في زحمة الصراعات.. وكل في فلك يسبحون.. كم هي الحياة صعبة لأمثالي ليس ثمة من يراعي مشاعري ولو للحظات. ويهتم بوجودي إنسانََا له كيان.
أشتاق دومََا إلى حياة الطفولة الجميلة.. فبرغم الفقر والبؤس والحاجة إلا أنهاتتماثل أمام مخيلتي وكأنني أعود حقيقة إلى طفولتي المرحة.. بشقاوتي. بخفتي.. بألعابي.. بركضي وراء العربات أتسلقها كالصبيان.. أقفز.. ألعب على الرمال الناعمة.. على الكثبان الرملية..
وعلى أضواء قناديل البلدية ( أتاريك) نتجمع نحن الأطفال على تلك الرمال نبني بيوتََا رملية من هندسة أيدينا الناعمة.. أتذكر تلك البيوت المقامة بالأخشاب والصفائح المعدنية نلهوا في ساحاتها المزروعة بالخضروات المتنوعة.. والزهور التي تتفتح صباحََا.. وبها أيضََا تقتني جدتي لأمي دواجن وأرانب في حظائر جانبية في الساحة..
كنت ألهو بالدمى التي صنعتها أمي بزوائد الأقمشة الملونة.. وتلك العلب الفارغة كنا نعمل منها أدوات للطبخ.. وكذا نواة التمر نجمعها برفقة أصدقاء وصديقات الطفولة ونلعب بها بديلََا للنقود..
يالجمال تلك الأيام التي كنا نلهوابالجريد نعتليه كحصان أوحمار نقفز به في أروقة حارتنا الجميلة
ونحن في قمة السعادة والفرح..
ما أحلى تلك الأيام التي نلهوا فيها أمام باب الدار مع أبناء وبنات الجيران كالإخوة تمامََا لا ضغينة.. ولا محاباة.. ولا نفاق..ليتها تعود.. ويعود معها أجمل أيام العمر.
لحظات من هذا الشرود أستفيق من غفوتي على الحقيقة المرة.. ملل.. سأم..
كم أتمنى أن أغفو على مخملية الذكرى الجميلة.. وأشيح عني وجوهََا تشوهت بالنفاق والمجاملات والمحاباة.. وتلونت بأقنعة الزيف والنرجسية الممقوتة
( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري).
تحياتي لكل قلب ينبض بروح الحياة!!!