الاخبار الفنية

“الصامت الضاحك” يوثق رحلة الفنان أحمد نبيل في المهرجان القومي للمسرح

صموائيل نبيل أديب

صموائيل نبيل أديب

شهدت فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري تكريمًا خاصًا للفنان القدير أحمد نبيل، أحد أبرز وجوه الأداء الفني المتفرد، وذلك خلال ندوة حافلة أقيمت احتفاءً بمسيرته الفنية والإنسانية الطويلة والمتميزة. الندوة، التي أدارتها الصحفية هبة محمد علي وحضرها جمع غفير من النقاد والصحفيين، جاءت بالتزامن مع صدور كتاب “الصامت الضاحك” الذي يوثق سيرته الذاتية، ويكشف محطات هامة في حياة فنان آمن بصدق الإبداع الصامت.

محطات من حياة “الصامت الضاحك

استهلت الصحفية هبة محمد علي الندوة بالتأكيد على أن الحديث عن الفنان أحمد نبيل يتجاوز مجرد استعراض لسيرة فنية، ليلامس جوهر إنسان نقي وفنان نادر، صنع من البساطة مدرسة ومن الصمت لغة. من جانبه، استعاد الفنان أحمد نبيل لحظات مؤثرة من حياته، أبرزها قراره باعتزال الفن عام 2012، معبرًا عن شعوره بعدم وجود مكان حقيقي لفنه في المشهد العام آنذاك. وأشار إلى ولعه بالحركة والتعبير الجسدي منذ صغره، ووجد شغفه في تقديم المشاهد الصامتة والكوميديا الحركية بدلاً من الإلقاء أو النكتة.

تطرق نبيل أيضًا إلى بداياته الفنية، مستذكرًا شغفه بتقليد الضيوف والمعلمين، وعشقه لأفلام شارلي شابلن الصامتة التي كان يرتدي زي بطلها ويؤدي مشاهد مبتكرة. كما روى كيف تعرف على مصطلح “البانتومايم” لأول مرة عام 1960 من خلال مدير مكتبة الإسكندرية الذي أهداه كتبًا مترجمة عن هذا الفن، ليخوض بعدها تدريبًا مكثفًا قاده إلى منحة دراسية في موسكو وتحقيق المركز الثالث بين 43 دولة.

من ثلاثي أضواء المسرح إلى البانتومايم

كشف أحمد نبيل عن تجربته مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح، موضحًا أنه انضم إليها قبل الفنان الضيف أحمد، وشارك في أعمال ناجحة مثل “حواديت” و”براغيت”. كما أدى دورًا خلف الكواليس كمساعد مخرج في فيلم “لسنا ملائكة”. ورغم أن هذه المرحلة كانت بوابة انطلاقه، إلا أن اهتمامه الجاد بفن البانتومايم بدأ في منتصف السبعينيات بعد عودته من منحة موسكو، ليصبح أحد أبرز وجوه هذا الفن في مصر.

“الصامت الضاحك”: توثيق لرحلة فنان لا يشبه أحدًا

من جانبه، أوضح الكاتب محمود التميمي، معد كتاب “الصامت الضاحك”، أن العمل لا يقتصر على توثيق تجربة أحمد نبيل مع فن البانتومايم فحسب، بل يرصد مسيرته الكاملة منذ نشأته في الإسكندرية وحتى لحظة اعتزاله. وأكد التميمي أنه كتب الكتاب بروح الطفل الذي أحب أحمد نبيل منذ الثمانينيات، معتبرًا إياه “كائنًا استثنائيًا في أدائه وتكوينه”، وأن الكتاب يمثل “وفاء لذاك الطفل، ولتجربة فنية وإنسانية تستحق التوثيق”.

روى الفنان أحمد نبيل كواليس اختياره للتميمي لكتابة سيرته، مشيرًا إلى لقائهما العفوي في الإسكندرية، وثقته الكاملة به بعد متابعته لمقالات كتبها التميمي عنه، حيث منحه أرشيفه الشخصي الكامل لضمان أن يكون الكتاب صادقًا وعميقًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى