الأدب والشعر

عناق مؤجل وقلوب بلا إذن تسكننا

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

ليست كل القلوب تحتاج أن تطرق بابك… بعضها يعبر خلسة،يستقر في ركن هادئ داخلك… ثم يُقيم هناك دون أن يستأذن.

قد يبدأ كل شيء بموقف عابر، حديث قصير، أو حتى نظرة لا يُعاد ترتيبها،لكن مع الوقت،تصبح تلك الأرواح، التي حسبتها “ضيوفًا مؤقتين”،هي الأعمق سكنًا… والأقرب شعورًا… والأصعب نسيانًا.

نُحب، لا لأن الظروف تسمح،بل لأن الأرواح تتعرّف على بعضها رغم كل شيء.

يتقاطع الطريق، تُزهر اللحظة، ثم—ببساطة قاسية—يحكم الواقع.

فينتهي اللقاء… ويبقى العناق مؤجلًا،وتبقى الكلمات عالقة بين الصدر والحلق،

والأحاديث تُروى داخلك… وكأنك تحدثهم كل مساء، بصمت.نحن لا نُحب من يُشبهنا دائمًا،

بل من يُربك ترتيبنا، ويوقظ فينا جزءًا ظنناه نائمًا.

وأجمل القلوب؟

هي التي لم تطلب الدخول… لكنها دخلت،

لم تتوسّل البقاء… لكنها استقرت.إنها تلك الأرواح التي لا تُفسَّر…

لكنها تُشعرك أن الكون كله خُلق من أجل أن تراها مرة واحدة،ثم تبقى صداها للأبد.

فهل العناق حقًا مؤجل؟

أم أن اللقاء أحيانًا… ليس في الزمان، بل في الشعور؟

قبلة دافئة مني لكم … بعض القلوب لا تحتاج أن تراك…

يكفيها أن تُقيم فيك، وتُزهر حين يذبل كل شيء حولك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى