مشاعر في الظل


وجنات صالح ولي
ليست كل المشاعر تُعلن نفسها،
بعضها يختار أن يعيش في الظل…
لا خوفًا، بل احترامًا.
هناك من يُحبك بصمت،
يحضن غيابك بدعوة،
ويبتسم حين يراك…
لكنه لا يقول شيئًا.
لأنه ببساطة… يرى أن حبّه لا يحتاج إثباتًا، بل استمرارية.
مشاعر في الظل…
كالورد الذي لا يُهدى، لكنه يُزرع.
كالأمان الذي لا يُعلن عن نفسه، لكنه موجود دائمًا في التفاصيل.
كالعين التي تتبعك دون أن تراك، لكنها تراك بكل وضوح القلب.
تلك المشاعر التي لا تحب الظهور،
لا يعني أنها أقل صدقًا…
بل ربما هي أصدق من كل العبارات التي تُقال وتُنسى.
في هذا العالم الذي يصرخ فيه الجميع:
“أحبك، أشتاق لك، لا أستغني عنك”،
هناك من يهمس فقط داخل قلبه:
“اللهم احفظه، لا يعلم كم يسكنني.”
مشاعر الظل لا تطلب مقابلًا،
لا تبتز، لا تنتقم، لا تفضح.
بل تكتفي بأن تكون،
أن تُنيرك من بعيد،
ثم تمضي…
كأنها لم تكن،
لكنها كانت كل شيء.
فلا تستهِن بصديقٍ لا يتصل،
لكن قلبه يضطرب حين يراك حزينًا.
ولا تهمل قريبًا لا يقول لك كلمات كبيرة،
لكنه في دعائه يضع اسمك بعد اسمه.
ربما أجمل من أحبّوك،
هم أولئك الذين لا يعرف عنهم أحد سوى الله.
عناق قلم … “لا يُقاس الحب بما يُقال، بل بما يظل حيًّا رغم الصمت…
فبعض القلوب، كانت تحبك في الخفاء، حين خذلك الضوء.”