الألم لا يُقارن… لكل قلبٍ مقياسه


وجنات ولي
في زوايا الحياة، تتردد آهات كثيرة، وتتشابه الوجوه وهي تنظر للأفق باحثة عن عزاءٍ ما.
لكن دعني أقولها لك ببساطة شديدة: لا تُقارن حزنك بحزن غيرك.
ولا تُقلل من ألمك، ولا تُبالغ في تفسير ألم غيرك من زاويتك الخاصة.
ما يؤلمك حد الانهيار… قد يراه غيرك أمرًا عابرًا.
وما يرهق قلب غيرك… قد يبدو في نظرك تفصيلة تافهة.
لكن هذا ليس مقياسًا للضعف أو القوة.إنه فقط دليل واحد: أننا لسنا نسخًا مكررة.
لا تحاول أن تُقنع غيرك أن يصبر بطريقتك، أو أن يتحمّل كما تحملت.
لا تُربّت على كتفه وتقول “مررتُ بما هو أصعب” لأنك لا تعرف كيف يرى هو العالم، ولا كيف يهجم عليه حزنه من حيث لا تدري.
قد يكون موقفًا بسيطًا – في ظاهرك – هو الزلزال الكامل في داخله.. الحزن ليس سباقًا، ولا اختبار تحمّل.. بل هو وجع خاص… يرتدي ملامح صاحبه فقط.
احترم الفروق.. فما تعتبره “تفاهة” قد يكون “نهاية طاقة” عند أحدهم.. وما تصفه بأنه “عادي” قد يكون الشرارة الأخيرة قبل انهيار كامل.
تعوّد أن تضع يدك على قلبك، لا على قلب غيرك. وتيقن أن كل إنسان يحمل مقياسًا للشعور… يزيد أو ينقص حسب شخصيته، وبيئته، وعمق ما مرّ به.
فلا تُقلل، ولا تزايد.فكل موجة حزن… تستحق الاحترام، مهما بدت صغيرة في عينيك. وفي النهاية…
بعض العابر عندك، هو موجة متلاطمة عند غيرك.
فلا تستهِن، ولا تُصنّف، فقط: تفهّم.. “لا تُشبه حزنك بأحد… فما يؤلمك لن يؤلمهم بنفس القدر. لكلٍّ مقياسه… تيقّن بذلك.”