مقالات

حين يتكلم الصمت

وجنات صالح ولي 

وجنات صالح ولي 

الصمت… حين يكون حضورًا أثقل من الكلام.

في زمن امتلأ بكل أشكال الضجيج: منبهات السيارات، إشعارات الهواتف، أصوات التوقعات، وضجيج العتب الصامت داخلنا…

صار الصمت حاجة لا ترفًا، وقرارًا لا هروبًا.لكنه ليس دومًا نعمة…

فللصمت وجهان — وجه يُريحك، ووجه يُنهكك بصمته.

أحيانًا نصمت لأننا تعلمنا أن بعض الحديث يُطفئ ما تبقى من وهج فينا،

وأحيانًا نصمت لأن الكلمات لا تليق بما نشعر به،

وأحيانًا أخرى… نصمت لأننا لا نُسمع.

لكن، ماذا عن أولئك الذين يلتزمون الصمت مع أحبّتهم؟

هل هو إحترامًا؟ أم خوف؟ أم إنسحاب هادئ من حكاية بدأت وبهتت بعد ذلك ؟

في العلاقات، يكون الصمت سلاحًا خفيًا…

إما أن يُنقذ ما تبقّى، أو يُجهز على ما لم يمت بعد.

الصمت قد يكون لغة راقية حين تُفهم،

وقد يكون أداة قاسية حين تُساء قراءته.

فنحن لا نحتاج دومًا إلى من يُجيد الحديث،

بل إلى من يفهم صمتنا ويحضن وجعنا دون أن نلفظه.

هناك من يصمت لأنه نضج،

وهناك من يصمت لأنه انكسر،

وهناك من يصمت لأن لا أحد سمعه حين كان يصرخ بصوته الكامل.

أكتب هذه الكلمات، ليس تمجيدًا للصمت، ولا دعوة للسكوت،

بل لأقول إن الصمت أحيانًا حضورٌ ثقيل…

وإن من يختاره لا يكون دائمًا بخير.

اقتباس ختامي للنشر:

لا تُخدعوا بهدوء من تحبون…

فبعض الصمت ليس هدوءًا، بل خيبة تعلمت كيف تُخفي صوتها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى