مقالات

الرحيق المختوم ..طلائع توديع النبي إلى الرفيق الأعلى.

إنجى علام

إنجى علام

ولما تكاملت الدعوه وسيطر الإسلام على الموقف ، أخذت طلائع التوديع للحياه والأحياء تطلع من مشاعره صلى الله عليه وسلم وتتضح بعبارته وافعاله.

إنه اعتكف في رمضان من السنه العاشره 20 يوماً بينما كان لا يعتكف الا 10 ايام فحسب ، وتدارسه جبريل القرآن مرتين ، وقال في حجه الوداع (إني لا أدري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابداً)، وقال وهو عند جمره العقبه:( خذوا عني مناسككم فلعلي لا احج بعد عامي هذا ) ،وأنزلت عليه سوره النصر في أوسط أيام التشريق ، فعرف أنه الوداع وأنه نعيت إليه نفسه .

وفي أوائل صفر سنه 11 هجريا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات ، ثم انصرف الى المنبر ، فقال :(إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها). وخرج ليله في منتصفها إلى البقيع ، فاستغفر لهم ، وقال : السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ،يتبع آخرها اولها ، والأخره شر من الأولى ، وبشرهم قائلا (إنا بكم لاحقون ).

بدايه المرض

وفي اليوم الثامن او التاسع والعشرين من شهر صفر سنه 11 هجرياً وكان يوم الإثنين شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازه في البقيع ، فلما رجع وهو في الطريق اخذ صداع في راسه ، وانتقدت الحراره حتى انهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابه التي تعصب بها راسه ، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً ، وجميع أيام المرض كانت 13 او 14 يوماً.

الاسبوع الأخير

وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض فجعل يسأل أزواجه : أين أنا غداً؟ أين أنا غداً ففهمن مراده ، فإذن له يكون حيث شاء ، فانتقل إلى بيت عائشه يمشي بين الفضل بين عباس وعلي ابن ابي طالب ، عاصباً رأسه ، تخط قدماه حتى دخل بيتها ، فقضى عندها آخر اسبوع من حياته .

وكانت عائشه تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت تنفث على نفسه ، وتمسح بيده رجاء البركه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى