عندما نكون لأنفسنا كل شيء


زينة سليم سالم البلوشي
تتردد في أذهاننا تساؤلات كثيرة لم نجد لها تبريرًا.
نريد أن نعرف من نكون حقًا، وماذا نعني للآخرين.
ما هي مشاعرنا، وكيف نعبر عنها؟
من الذي سيحتوينا إذا أصبح الأقارب هم العقارب،
وأصبح القريب اسمه غريب؟
حقيقة مؤلمة.
تارة نرى أنفسنا أعز ما يملكون،
وتارة أخرى نصبح لا نعني لهم شيئًا.
غريبة هي الحياة، وغريبة هي مشاعر البشر.
نبحث عن أحضان تحتوينا وتشعرنا بالأمان،
ونبحث عن وجوه بشوشة تملأ قلوبنا بهجة وسرور.
نخاف من مشاعرنا التي تكاد تكون سببًا في آلامنا وأحزاننا،
نخشى أن نذوق مرارة الفقد والألم في كل مرة وفي كل حين.
مع مرور الوقت، أدركنا أننا من نقوي أنفسنا،
وأن قلوبنا هي من تعطينا الأمان،
وأن دفء أرواحنا يعطينا السلام والاطمئنان.
تعلمنا أن الكفاح يكون منا،
وعلمتنا الحياة أن لا أحد يستحق حبك سوى نفسك،
ولا أحد غيرك يستحق أن تقدم له كل شيء.
تعلمنا أن نعوض أنفسنا بأنفسنا، وأن لا نحتاج لأحد آخر،
وأن نكون سندًا لأنفسنا إذا لم نجد السند.
تعلمنا أن نكافح لأجل أن نعيش،
وأن لا ندع الاستسلام طريقًا لنا.
ومع مرور الوقت والسنين، تعلمنا أن السقوط لا يعني الفشل،
بل هو بداية جديدة لننهض من جديد.
وأن النجاح ليس نهاية الطريق،
بل بداية لنجاح ومراتب أعلى.