شيخه الدريبي
أن التشاؤم والتفاؤل وجهان لعملة واحدة. في طرفي هذا الخط، يقف المتشائم الذي قد يعتقد أن الحياة بلا معنى أو هدف أو يتحلى بقدر كبير من السخرية. وفي الطرف الآخر، يقف المتفائل المحض، الذي قد يكون إيجابيًا لدرجة أنه منفصل عن الواقع ويقع معظم الناس في قلق بين طيف التشاؤم والتفاؤل. وكما نعرف أن كل شخص يختلف في تقلباته، وطريقة تفكيره إذا كانت سلبية أو إيجابية. كما تؤثر ظروف الحياة وآثار الزمن والتجارب على تشاؤمنا أو تفاؤلنا النسبي وقد يكون الناس أكثر تفاؤلاً تجاه جانب من جوانب الحياة وأقل تفاؤلاً تجاه جانب آخر. إلا أن طريقة تفكير المرء تميل عادةً إلى أحد طرفي الطيف، مما يؤدي إلى شخصية متشائمة إلى حد ما فنسأل هل يمكن أن يتوافق المتفائل والمتشائم؟ جميعنا لدينا نظرة للعالم، ويمكن أن تُحدِث هذه النظرة فرقاً كبيراً فيما نشعر به، فهل أنت متفائل أم متشائم أم واقعي؟ وهل فكرت يوماً في هذا الأمر؟
إنَّ التشاؤم أو التفاؤل هما نتائجٌ للظروف التي وُلدتَ وترعرعتَ فيها. إذا كنتَ ممن يُدركون أنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ في مصلحتك في أغلب الأحيان، حتى دون بذلِ جهدٍ كبيرٍ من جانبك، فستكون متفائلاً تلقائياً. لكن، للأسف، بالنسبة لمعظم الناس، تسير الأمورُ على نحوٍ خاطئ. بالنسبة لمعظم الناس، تسير الأمورُ على نحوٍ خاطئٍ دون سببٍ واضح. إذا كنتَ من هذه الفئة، فإنَّ تجربتكَ في الحياة تُشير إلى أنَّ كلَّ شيءٍ سيُدمَّر مهما حاولتُ إصلاحه.إذا كان الحظ يعمل لصالحك، فسوف تكون متفائلاً طوال الوقت، ولكن إذا لم يكن كذلك فإن كل ما تفعله سيكون ضدك مما يجعلك متشائماً.أعتقد أنك تتظاهر بالتفاؤل لأن معظم الناس يقولون أنك متفائل وأنت تهتم كثيرًا بما يقولونه أو يفكرون فيه عنك ..
أن قدرتك على تحديد نظرتك إلى الحياة، تعتمد على الوعي الذاتي وهذا يجعلك تتخذ قرارات أفضل،و فهم الآخرين بسكل أفضل،كذلك تساعدك على فهم نقاط قوتك وتحسين نقاط ضعفك بعض الناس يرى كأس الماء نصف فارغ، في حين يراه بعض الآخر ممتلئ فلا تفسر الأمور بموقف سيئ، وتكيف مع المواقف بتفاؤل وواقعية.فالمتشائم يرى المستقبل أسوأ من الحاضر أو الماضي، أمَّا المتفائل ينظر للامور بواقعيه يرى المستقبل أفضل من الحاضر والماضي فالمتفائلون مستعدون للتعامل مع النكسات، ويتخذون قراراتهم بناءً على الحقائق وليس العواطف، ويحاولون أخذ كل شيء في الحسبان لذا وجدت الدراسات أنَّ الأشخاص الإيجابيين يتمتعون بصحة أفضل، وهم أكثر مرونة من الاشخاص السلبيين ويعيش الأشخاص المتفائلون لفترة أطول، ويتعافون من الجراحة أو المرض أسرع، ويتجاوزون النكسات المالية أفضل، ويتمتعون بحياة اجتماعية أفضل ..
مع ذلك عندما يكون المتفائلون إيجابيين للغاية فقد يؤدي ذلك إلى تحيز التفاؤل، ممَّا قد يدفعهم إلى تحمل مخاطر غير ضرورية، كما أنَّ امتلاك نظرة إيجابية يجذب أشخاصاً إيجابيين آخرين إلى حياتك، ويجد حلولاً إبداعية للمشكلات التي تواجههم كونك متشائماً يعني امورك سوف تسوء وقد يعاني المتشائمون من تدني ثقتهم بنفسهم وينتقدون أنفسهم كثيراً، ودائما يرون الجانب السلبي للأشياء وأنَّ المستقبل سيكون أسوأ من الحاضر أو الماضي؛ وتمنعهم هذه النظرة من الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة والاستمتاع بالحياة، وهذا يسبب لهم توتراً ليس له داعي ويجدون استعداداً للتعامل مع الظروف الصعبة؛ لأنَّهم تعلَّموا أن يُدركوا أنَّ الأمور قد لا تكون تماماً كما قد تبدو، ومن الأفضل أن يكون لديك نظرة إيجابية للحياة، لكن متوازنة مع المشاعر العملية للواقعيين؛ فقد يتيح لك ذلك أن تعيش الحياة على أكمل وجه ويصبح أكثر تفاؤلاً وتحقق أهدافك ..
