Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

صوم التطوع

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري 

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري 

بسم الله الرحمن الرحيم

   الصيام الشرعي : هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية التعبد لله عزَّ وجل ؛ سواءً كان الصيام فريضةً أو نافلةً .

   وكم جاء في الصيام من فضلٍ ، وكم ورد فيه من أجرٍ ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ في الجنَّةِ بابًا يقال له : الريَّانُ يدخُلُ منه الصَّائِمونَ يومَ القيامةِ لا يدخُلُ منه أحدٌ غَيرُهم ؛ فيقال : أين الصَّائِمونَ؟ فيقومونَ ؛ لا يدخُلُ منه أحدٌ غَيرُهم ، فإذا دخَلُوا أُغلِقَ ، فلم يدخُلْ منه أحدٌ ) رواه البخاري ومسلم ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( من صام يومًا في سبيلِ الله ؛ باعَدَ اللهُ وَجهَه عن النَّارِ سَبعينَ خريفًا ) أي سنة ؛ رواه البخاري ومسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( قالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصِّيَامَ ؛ فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به ؛ والصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ ؛ فلا يَرْفُثْ ، ولَا يَصْخَبْ ؛ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ ؛ أوْ قَاتَلَهُ ؛ فَلْيَقُلْ : إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ؛ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ ؛ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ ؛ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ . لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إذَا أفْطَرَ فَرِحَ ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ ) رواه البخاري ومسلم ؛وقال صلى الله عليه وسلم : ( عن أبي هُريرَة رَضِيَ الله عنه، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( يقول الله عز وجل : الصومُ لي ؛ وأنا أَجْزِي به ، يَدَعُ شَهوتَه ، وأَكلَه ، وشُربَه مِن أجلي ) رواه البخاري في صحيحه ؛ وكم هي الأيام التي يسن صيامها ؛ وأفضلها ما يلي :

صيام يومٍ ، وإفطار يومٍ ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلى اللهِ ، صِيَامُ دَاوُدَ . وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إلى اللهِ ، صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام ؛ كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ، ويقومُ ثُلُثَهُ ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ ؛ وَكانَ يَصُومُ يَوْمًا ، وَيُفْطِرُ يَوْمًا ) متفقٌ عليه .

صيام أيام شهر الله المحرم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَفْضَلُ الصِّيامِ بَعْدَ رَمَضانَ ؛ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ . وأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ ؛ صَلاةُ اللَّيْل ) رواه مسلمٌ في صحيحه ؛ وأفضل أيامٍ يستحب صيامها في هذا الشهر الفضيل ؛ هو صيام يوم عاشوراء ؛ وهو اليوم العاشر منه ؛ ويستحب صيامه مع اليوم التاسع ؛ أو مع اليوم الحادي عشر ؛ أو معهما جميعا ؛ مخالفة لليهود والمشركين ؛ الذين كانوا يصومون اليوم العاشر فقط .

صيام ستِّ أيامٍ من شوال ، والأفضل أن تكون متتابعة بعد العيد مباشرة ، ويجوز تفريقها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صامَ رَمَضانَ ؛ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ ؛ كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ ) رواه مسلمٌ .

صيام ثلاثة أيامٍ من كلِّ شهرٍ ؛ ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ : بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى ، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ ) رواه البخاري ومسلم ؛ والأفضل أن تكون الثلاثة الأيام في أيام البيض ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه : ( إذا صُمْتَ من الشَّهرِ ثلاثًا ؛ فصُم ثلاثَ عَشرةَ ، و أربعَ عَشرةَ ، وخَمسَ عشرةَ ) رواه الترمذي في سننه ؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٦٧٣ .

صيام يومي الإثنين والخميس ؛ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ ، فَقَالَ : فِيهِ وُلِدْتُ ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ) أي القرآن ؛ رواه مسلم في صحيحه ؛ وفي سنن الترمذي ، وحسنه ؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي ؛ وَأَنَا صَائِمٌ ) .

صيام تسعة أيامٍ من أول شهر ذي الحجة ، وأفضلها اليوم التاسع ؛ وهو يوم عرفة ؛ ويسن صيامه لغير حاجٍّ ؛ فعن هُنَيْدَةَ بن خالد رضي الله عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عن الجميع قالت : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ) صحح إسناد الحديث الألباني في صحيح سنن أبي داود ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( صِيامُ يومِ عَرَفَةَ ؛ إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ ) رواه مسلم .

صيام أكثر شعبانٍ ؛ لقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ ) متفقٌ عليه .

هذه أهم الأيام التي يسنُّ صومها ، ويسن للمسلم المحافظة عليها ؛ زيادةً في الحسنات ، وسدًّا لنقصان أجر الصوم الواجب كرمضان ؛ فلنحرص على صيامها في حياتنا كلها ؛ ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ؛ والله نسأل صلاح أنفسنا ؛ واستقامتها ؛ وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ؛ وسيئات أعمالنا ؛ وأن يدخلنا وإياكم جنته ؛ ورضوانه ؛ وأن ينجينا وإياكم من عذاب السعير ؛ إنَّه ولي ذلك والقادر عليه . اللهم آمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى