على حافة الشعور… نولد من جديد


وجنات صالح ولي
في لحظة صمتٍ طويلة، حين نقف على حافة مشاعرنا، تتكشّف لنا أشياء لم نرها من قبل. نرى أنفسنا عارية من كل الأقنعة، نسمع صوت قلوبنا بلا تشويش، ونشعر بخطوط الألم والفرح وهي ترسم خارطة وجودنا.
كم مرة وجدنا أنفسنا عند مفترق طرق، لا نعرف إن كنا سنمضي للأمام، أم سنعود أدراجنا؟ كم مرة خسرنا أنفسنا ونحن نحاول إرضاء الآخرين؟
الحياة لا تعطي إشارات تحذير قبل أن تكسرنا، لكنها تمنحنا فرصة نادرة: فرصة الولادة من جديد. حين ندرك أن ما مضى لم يكن خسارة، بل تدريبًا، وأن كل شعور غمرنا لم يأتِ عبثًا، نصبح أقوى.
وستولد من جديد بعد عواصف مرت في أيامك، وتجاوزتها بشموخك كشجرة الزيتون… ثابتة، صامدة، ترفض الانكسار مهما اشتدت الرياح.
في كل مرة تنهض فيها روحك بعد انكسار، في كل مرة تعود لتضحك بعد بكاء، وفي كل مرة تختار أن تحب نفسك أكثر… هناك ولادة جديدة تحدث بداخلك، لا يراها أحد، لكنها تحدث، وتعيد صياغتك بهدوء.
اجعل من كل سقوط قصيدة، ومن كل ألم لوحة، ومن كل انكسار درسًا، وانهض… كأنك خُلِقت للتو، بعينين جديدتين، وقلبٍ لا يخشى الحب ولا الفقد.
“لا تخف من العواصف، فهي وحدها من تصقل جذورك وتجعلك أقوى. كن كزيتونةٍ شامخة، تبتسم للريح وتُثمر سلامًا داخليًا يليق بروحك.”