الصدقة


حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
يقول الله تعالى : ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( البقرة : ٢٦١ – ٢٦٢ ) وقال تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( التوبة : ١٠٣ ) وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( سبأ : ٣٩ ) وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) ( التوبة : ٣٣ – ٣٤ ) وقال تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( التوبة : ٦٠ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فيه إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ ، فيَقولُ أحَدُهُما : اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، ويقولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ) رواه البخاري ومسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا ، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ) رواه مسلمٌ في صحيحه ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ . قال يزيد . فكَانَ أبُو مرثدٍ لا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إلَّا تَصَدَّقَ فيهِ بِشيءٍ ، ولَوْ كَعْكَةً أوْ بَصَلَةً ) رواه أحمد في مسنده ؛ وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم ٨٧٢ وقال صلى الله عليه وسلم : ( صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ ، وصَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ ) رواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم٣٧٦٦ وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( إنَّ الصدقةَ ، وصلةَ الرحِمِ يُزيدُ الله بهمَا في العمُرِ ، ويدفعُ ميْتَةَ السوءِ ، ويدفعُ اللهُ بهما المكروهَ أو المحذورَ ) رواه ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ .
وكم في صرف الزكاة الواجبة لأهلها من فضلٍ ؛ وكم في بذل الصدقة التطوعية لمحتاجيها من أجرٍ ؛ أوردت بعضها دلالةً على غيرها ؛ فلنسارع معشر القراء إلى دفع زكاة أموالنا لمستحقيها ؛ والتطوع بشيء من أموالنا للمحتاجين إليها ؛ ولاسيما الأقارب منا ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ ؛ وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ ؛ صدقةٌ ، وصِلةٌ ) رواه ابن ماجه في سننه ، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه برقم ١٥٠٦ وقال صلى الله عليه وسلم : ( دينارٌ أنفقْتَهُ في سبيلِ اللهِ ، ودينارٌ أنفقتَهُ في رقَبَةٍ ، ودينارٌ تصدقْتَ بِهِ على مسكينٍ ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ ، أعظمُهما أجرًا الذي أنفقْتَهُ على أهلِكَ ) رواه مسلم في صحيحه ؛ ولنتصدق كذلك بأموالنا عمن لا نعلمهم من الفقراء والمحتاجين ؛ عن طريق المنصات الرسمية المعتمدة كمنصة إحسان أو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أو غيرها من الجمعيات الخيرية المعتمدة في داخل بلادنا السعودية أو خارجها ؛ كيف وقد قال الله تعالى : ( وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ) ( المنافقون : ١٠ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزولُ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه فيما أفناه ، وعن عِلْمِه فيمَ فَعَل ، وعن مالِه من أينَ اكتَسَبه ، وفيمَ أنفقه ، وعن جِسمِه فيمَ أبلاه ) رواه الترمذي في سننه ؛ وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم ٢٤١٧ والله نسأل أن يحفظ علينا ديننا ؛ وإيماننا ؛ ومقدساتنا ؛ وأموالنا ، والخيرات في ربوع بلادنا ، وجميع بلدان المسلمين ؛ اللهم اجعل ما أنفقناه من أموالنا في سبيلك ؛ وابتغاء وجهك الكريم ؛ وأن تصرف به عنا الشرور والمحن ؛ وتستجلب لنا به الخيرات والنعم في دنيانا وأخرانا ؛ وتثقل به موازين أعمالنا يوم تخف الموازين برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم آمين .