إنجى علام
لو تأملت بيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، تجده ينقلك الى مثل الحاله التي تتأمل فيها روضه تتنفس على القلب ، أو منظراً يهز خياله النفس ،أو عاطفه تزيد بها الحياه في الدم على هدوء وروح وإحساس ، ولذه ثم يزيد على ذلك أنه يصلح من الجهات الإنسانيه في نفسك ،ثم يرزق الله منه من رُزِق النور ،فإذا أنت في ذوق البيان كأنما ترى المتكلم صلى الله عليه وسلم وراء كلامه .
هكذا يكون النظر في كلامه صلى الله عليه وسلم ، فهو كلام كلما زدته فكرآ زادك معنى ، وتفسيره قريب… قريب. كروح في جسمها البشري ، ولكنه بعيد كالروح في سرها الإلهي ، فهو معك على قدر ما أنت معه ، إن وقفت على حد وقف ، وإن مددت مد ، وما أديت به تأدى ، وليس فيه شيء من كل ما تراه لكل بُلغاء الدنيا من صناعه عبث القول ، والرغبه في تكثير سواد المعاني ، وترك اللسان يطيش طيشه اللغوى يتعلق بكل ما عرض له ، إنما هو كلامك قيل لتصير به المعاني إلى حقائقها ، فهو من لسان وراءه فكر ، وراءه قلب ، وراءه إيمان ، وراءه الله جل جلاله ، وهو كلام في مجموعه كأنه دنيا أصدرها صلى الله عليه وسلم عن نفسه العظيمه ، لا تبرح ماضيه في طريقها السوى على دين الفطره ، فلا تتسع الخلاف ولا يقع بها التنافر .
من هنا تبرز الأهميه القصوى في أن تكون سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقواله عامله في النفس المؤمنه عمل القلب من الجسد ، ورقيبه عليها رقابه الضمير على العقل؛ حتى يكون الارتقاء والسمو والعلو والارتفاع بالأجسام فوق جواذب الماده وقيود الأرض.
ولن تستطيع النفس أن تحقق هذه المقومات وبها بقايا من رواسب الماده او جوازب الأرض ، ولن تستطيع النفس أن ترفرف وتحلق إلا إذاا أدركت غايه وجودها من خلال رصيدها التاريخي الطويل ، الذي لم تظفر به أمه من الأمم كما ظفرت أمه الإسلام ، (إن الله بتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عباده رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعه الدنيا والأخره ).
عبارات تفيض إيمانا ً وتشع ضياءً، خرجت من نفس تربت على يد القائد والمعلم الأول صلى الله عليه وسلم ، فأدركت غايه وجودها ، فعملت على تحقيقها….. وهكذا يجب أن يكون كل من أراد أنن يشارك الكتائب في سرها في الطريق الطويل .
