زينة سليم سالم البلوشي
في زاويةٍ ما بغرفتي أجلس برفقة نفسي أتأمّل الحيطان وأناظر جمال ألوانها، وفجأةٍ دونَ سابقِ إنذارٍ أشعرُ بنبضاتِ قلبي تتسارعُ وكأنّها أوشكت على التوقّفِ، صرختُ بأعلى صوتي، وإذا بإرجاءِ الغرفةِ تهتزّ، والكلّ يركضُ حولي، وما هي لحظاتٌ حتى أدركتُ أنّني في حلمٍ مخيفٍ، فاستيقظتُ وذهبتُ لغسلِ وجهي وشربِ بعضٍ من الماءِ، وحاولتُ العودةَ للنومِ، ولكن لم أستطع، فهناك شعورٌ بالخوفِ يعتريني، فقررتُ البقاءَ مستيقظةً حتى يحين الصباحُ. وإذا بي أشعرُ بأحدٍ يمسك كتفي، ولكنّي لا أراه، فقط أشعر به، وازدادت دقاتُ قلبي خوفًا ورعبًا، أردتُ الهروبَ، ولكن كأنّه هناك من يقيد حركتي ويمنعني من النهوضِ، أردتُ الصراخَ، ولكن لا أستطيع، فهناك يدٌ تمسك بشفتي، مشهدٌ مرعبٌ وموقفٌ يكاد يقتلني، ولكن فجأةٍ اختفى كلُّ شيءٍ، وكأنّه لم يكن موجودًا.
للحظةٍ شعرتُ بأنني فقدتُ عقلي، وبدأتُ أرى أشياءً لا يراها أحدٌ غيري، خفتُ أن أسرد قصتي لأهلي فيأخذوني لمصحةٍ نفسيةٍ، ولكن استرجعتُ نفسي وقررتُ أن أبقى صامدةً قويةً، وأن لا أظهر خوفي، وبدأتُ أقولُ لنفسي بأن الخوفَ هو للضعفاء، وأنا لستُ كذلك،
أنا قويةٌ،
أنا شجاعةٌ.
لن أنهزم للأشباحِ التي تحاولُ إخافتي،
أو للأرواحِ التائهةِ في الهواءِ،
سأتغلّبُ على خوفي وقلقي،
وسأكافحُ للانتصارِ،
ففي قاموسي لا مجالَ للاستسلامِ.
