حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
وما بكم من نعمة فمن الله وحده ؛ إذ من حقه تبارك وتعالى علينا أن يطاع فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) ( إبراهيم : ٧ ) ومن نعم الله علينا خدمة ضيوف الرحمن ، وقاصدي البيت الحرام ؛ والمشاعر المقدسة ؛ والتي قد قامت به دولتنا المملكة العربية السعودية العزيزة حرسها الله أتم قيام أمناً ، وإيماناً ، وصحةً ، ونظافةً ، وتنظيماً ، وسقايةً ، ورفادةً ، وارشاداً ، وتوعيةً ، وبكلِّ ما تحمله الرعاية من معنىً وكيف؛ مما أسهم إيجاباً في نجاح موسم حج هذا العام كغيره من النجاحات والمواسم لهذه الدولة المباركة ؛ فلله الحمد والمنة ؛ فشكر الله لدولتنا العظيمة هذا الجهد المبذول ، والسعي المشكور ، لخدمة ضيوف الرحمن ؛ وقاصدي البيت الحرام ؛ والمشاعر المقدسة ؛ وزادها توفيقاً ، وتسديداً ، وعزاً ، وتأييداً ، وعلى رأسهم ولي أمر هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، وفقه الله وعافاه ، وولي عهده الأمين صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه ، وسائر الأمراء ، والوزراء ، والمسؤولين ، وكلّْ فردٍ من أفراد هذه البلاد من مدنيين ، وعسكريين ، ومتطوعين ، فجزاهم الله جميعاً خيراً الجزاء ، وأوفره ، وأتمه وأعلاه ؛ وجعل ما قدموه للحجاج ، والمعتمرين ، والزائرين في ميزان حسناتهم يوم لقياه ، ونصر بهم دينه ، وكتابه ، وسنة نبيه ، وعباده الصالحين في كل مكان .
ومما ساهم في نجاح حج هذا العام ولله الحمد والمنة تقيد الحجاج بالأنظمة المرعية ؛ ومنها أنظمة وزارة الحج والعمرة ؛ فخلا حج هذا العام بفضل الله وحده ، ثم بتظافر الجهود من المخالفين للأنظمة ؛ الذين يفترشون الطرقات والمشاعر ؛ ويسلبون الحجاج النظاميين حقوقهم ، ويأخذون منهم ما ليس لهم ؛ ويترتب على مخالفاتهم الشيء الكثير ؛ فكان حج هذا العام طيباً ، وأدى الحجاج مناسكهم بكل يسرٍ وسهولة .
نسأل الله للحجاج حجاً مبروراً ، وسعياً مشكوراً ، وذنباً مغفوراً ، وتجارةً لن تبور ، وأن يعيدهم إلى بلدانهم وأهليهم سالمين غانمين . اللهم آمين .
