الكاتبة العُمانية سلوى المقبالي: الكتابة ضرورة وليست ترفًا


حوار : محمد بن العبد مسن
في المشهد الثقافي العُماني والعربي، تتألق أسماء تكتب بحبر التجربة وصدق الرؤية. ومن بين هذه الأسماء، تبرز الكاتبة سلوى المقبالي، التي استطاعت أن تصنع لها صوتًا خاصًا في عالم الأدب، جامعًا بين الحس الإنساني والطرح الجمالي العميق. في هذا الحوار، نغوص في عوالمها الإبداعية، ونتعرف على خبايا رحلتها مع الحرف، ورؤيتها للمرأة والكتابة والهوية.
بدايةً، نرحب بك أستاذة سلوى، ونود أن نبدأ بسؤال تقليدي لا يخلو من العمق: كيف كانت بدايتكِ مع الكتابة؟
ج_أشكر لكم هذه الاستضافة الكريمة. الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد ممارسة، بل هي فعل حياة. كانت البداية مع دفاتر الطفولة التي كنت أملؤها بالحكايات والأسئلة، ومع مرور الوقت، تحوّلت إلى شغف حقيقي جعلني أبحث عن صوتي الخاص داخل النصوص التي أكتبها.
ما الذي يلهمكِ في كتاباتكِ؟ وهل هناك موضوعات تتكرّر في أعمالك دون أن تقصدي؟
ج_الإلهام غالبًا ما يأتي من التفاصيل التي قد تبدو عادية لكنها تحمل أثرًا عميقًا، مثل نظرات الناس، صمت اللحظات، وحتى خيبات الحياة. أجدني أعود كثيرًا إلى موضوعات مثل المرأة، الغربة الداخلية، الهوية، ومحاولات التصالح مع الذات، وكأن الكتابة هي طريقتي الخاصة لفهم هذه القضايا بشكل أعمق.
كيف تنظرين إلى المشهد الأدبي العُماني اليوم؟
ج_المشهد الأدبي العُماني يشهد حراكًا متزايدًا يبشر بالكثير من الإبداع، خاصة مع ظهور جيل جديد يحمل رؤى طموحة. هناك جهود مشكورة لدعم الأدب، لكننا بحاجة إلى مساحة نقدية أوسع تُسهم في صقل التجارب الأدبية وتحقيق حضور أكثر تأثيرًا.
وماذا عن المرأة الكاتبة في سلطنة عُمان؟
ج _الكاتبة العُمانية اليوم ليست على الهامش، بل هي جزء أساسي من المشهد الثقافي، ولديها قدرة على طرح رؤى عميقة وتقديم أعمال تلامس القارئ. ومع ذلك، تبقى هناك بعض التحديات، مثل التفرغ الإبداعي والاعتراف الحقيقي بالدور الذي تلعبه المرأة في صناعة الأدب.
في رأيك، ما الذي يميّز الكاتب الحقيقي؟
ج _الصدق هو حجر الأساس. الكاتب الحقيقي هو من يكتب بشفافية، لا ليُرضي أحدًا، بل ليعبّر عن هواجسه وتساؤلاته بعمق. أن تكتب يعني أن تواجه نفسك أولًا، ثم تطرح رؤيتك للعالم دون مواربة.
هل من مشروع أدبي قادم يمكن أن نبوح به للقارئ؟
ج_هناك مجموعة قصصية جديدة قيد الإنجاز، أستكشف فيها أبعادًا جديدة للذات والعلاقة بين الواقع والخيال. أسعى لأن تكون تجربة تحمل نضجًا أكبر وتضيف شيئًا جديدًا إلى مسيرتي.
كلمة أخيرة تختمين بها هذا اللقاء؟:
أشكر لكم هذا الحوار العميق، وأتمنى أن تظل الكتابة أداة للتعبير والتواصل، بعيدًا عن الضجيج السائد. الأدب الحقيقي هو ذلك الذي يمنح القارئ مساحات للتأمل والبحث عن المعنى، وهو ما أطمح دائمًا لتحقيقه.