سمير الشحيمى
مدينة الأبراج
يدخل السيد مؤيد إلى حديقة منزل السيد وارث
السيد مؤيد : صباح الخير عمي وارث كيف حالك؟
السيد وارث : تفضل بالجلوس.
يجلس السيد مؤيد يتناول السيد وارث فنجان قهوته من الطاولة التي أمامه أخذ منها رشفه وارجعها مرة أخرى ثم قال : أنت تعلم جيداً بإن المسامر خارج مدينة الأبراج هذه الفترة.
السيد مؤيد : نعم إنه بمدينة شتله الساحليه.
السيد وارث : وبما إنه يسعى للبحث عن دليل قطعي يبرء إسم شركته الأمنية من حادثة انفجار المبنى القديم ووفاة أحد رجاله السابقين فأنا متأكد إن الأمور ستسوء جداً.
السيد مؤيد : مالذي تأمر به.
السيد وارث : عليك أن تخبر السيد جاويد بإننا لن نكون من ضمن الداعمين والمموليين لمشروعه الضخم القادم.
السيد مؤيد بإستغراب : لكن سيد وارث نحن قد وقعنا العقد بالفعل وانسحابنا من هكذا مشروع مربح سوف نندم عليه مطولاً من غير إننا سندفع مبلغ شرط جزائي ملزم علينا دفعه في حال انسحابنا من المشروع.
السيد وارث : أعلم ذلك إن المشروع سيكون مربح للغايه ويدر الملايين لكن مع تطور الأحداث الأخيرة فإن شئ ما يخبرني إن المشروع لن يرى النور سوف يفشله المسامر.
السيد مؤيد : من وجهة نظري أن نتريث الإستعجال سيكلفنا كثيراً سيد وارث.
السيد وارث : أنا قد قررت وهذا لمصلحة منظمتنا يا مؤيد.
السيد مؤيد : ومبلغ الشرط الجزائي؟
السيد وارث : سوف اطلب إجتماع طارئ مع أفراد عائلة العراب آل السامر ونجمع المبلغ ونسدده لهم.
السيد مؤيد يصمت ثم تنهد قائلاً : كما تأمر سيد وارث.
السيد وارث يشير بيده لسيد مؤيد بلإنصراف ونهض الأخير وغادر المكان.
مدينة شتله الساحليه
سالي في منزلها وهيه تخرج من المطبخ بيدها طبق من الفشار وتجلس بغرفة المعيشه وتشاهد التلفاز صوت طرق على باب المنزل تنظر سالي إلى ساعة الحائط المعلقه وهيه تقول : الساعه الآن 11 مساء من سيكون!؟
تنهض سالي وفتحت الباب الزائر هو الضابط فياض فقالت سالي متسائلة : السيد فياض ماهذه الزيارة المفاجأة؟
الضابط فياض : اعتذر على قدومي بهذا الوقت المتأخر يا ابنتي لكن أردت التحدث معك بأمر مهم.
سالي : تفضل بالدخول لو سمحت.
دخل الضابط فياض وجلس على الأريكة فقالت سالي : ماذا تريد أن تشرب؟
الضابط فياض : لا شئ فقط أريد أن أخبرك بأمر وارحل.
سالي تجلس مقابله قائله : اسمعك تفضل.
الضابط فياض : اسمعيني يا سالي أنا صديق أبوك منذ زمن بعيد وقبل أن تولدي وأكن له الإحترام والتقدير ورحيله عنا كان محزن جداً.
سالي : شكراً لك سيد فياض.
الضابط فياض : لذلك أمرك يهمني وأنتي بمثابة ابنتي سلوى.
سالي : ما الأمر من دون مقدمات طويله.
الضابط فياض : يجب أن تبيعي الملهى الليلي ضوء القمر لسيد مداح.
سالي : إنني احترمك كثيراً سيد فياض وسلوى أعز صديقاتي ولقد أخبرتني بإنك تعمل مع جاويد ورجاله لكن لم أتوقع بإنك تأتي إلى منزلي وتخبرني بإن ابيع ضوء القمر ومع حديثك الطويل ومقدمتك بإنك صديق أبي المفروض تقف معي وتساندني.
الضابط فياض : أنه لمصلحتك يا سالي سوف يأخذون الملهى برضاك أو من دونه لقد فقدتي أخوك يوسف والسبب هو الملهى الليلي.
سالي تنهض من مقعدها : لن اتخلى عن ضوء القمر الذي تعب به أبي ليقيمه سوف أقف بوجه جاويد ومداح ولن أتراجع وأما أخي يوسف سوف انتقم له والعداله ستأتي لا محاله.
الضابط فياض ينهض من كرسيه : هذا آخر كلامك؟
سالي : نعم.
الضابط فياض ينظر إليها ثم أعطاها ظهره وغادر المكان وسالي تتبعها بنظراتها.
فندق شتله
المسامر في غرفته يشاهد شاشة الكمبيوتر المحمول ثم رن هاتفه : الو سيدة أنفال كيف حالك؟
السيدة أنفال : أنا بخير كيف حالك سيد سام؟
المسامر : أنا بخير كيف هيه الأوضاع في مدينة الأبراج؟
السيدة أنفال : كل شي على مايرام سيد سام أحببت أن اطمئن عليك.
المسامر : شكراً لك.
السيدة أنفال : هل وجدت ضالتك في مدينة شتله؟
المسامر : نعم لقد وجدت ضالتي وسوف ينال عقابه.
السيدة أنفال : لا خوف عليك سيد سام إن العقيد يفخر بك كثيراً إلى اللقاء سيدي.
أغلق المسامر الخط.
المدينة الغائمة
تحديداً زنزانة جاويد وهو مع أحد رجاله بالسجن الذي كان ينظر من نافذة الزنزانه إلى الممر ثم قال : إني أرى الجد العقيد ومعه رجله جوزيف بالممر أظن بإنهما عائدان من مكتب مأمور السجن.
جاويد ينهض من سريره ويتجه إلى باب الزنزانة وينظر من النافذة عندما اقترب الجد العقيد وجوزيف من باب زنزانته قال جاويد : يبدوا إنك تمتلك هذا السجن بالفعل أيها الجد.
يستوقف الجد العقيد جوزيف بحركه من يده واستدار إلى باب الزنزانة وينظر إلى عيني جاويد : تحتاج لسنوات ضوئيه لتصل إلى ما وصلت أنا إليه يا جاويد.
جاويد : إنها مسألة وقت أيها الجد تأكد من ذلك.
الجد العقيد : لن تستطيع تحملها.
جاويد وهو يبتسم بخبث : لقد أعددت لك مفاجأه انتظر الأخبار.
الجد العقيد : وأنا في إنتظار مفاجأتك.
ثم أشار بيده إلى جوزيف وأكمل طريقه الى زنزانته.
مدينة شتله
مكتبة العم رابح بالصباح وهو يبيع بعض القرطاسيات لأحد الزبائن فأتت إبنته نمارق قائله : أبي ما رأيك أن تذهب لتناول افطارك سأكون هنا بالمكتبه.
العم رابح : حسنا يا إبنتي أين هيه أختك نسائم مازالت نائمه؟
نمارق : لا لقد ذهبت إلى المدرسه.
العم رابح : الحمدلله إن هذه الفتاة مزاجيه.
نمارق : لن ادعها على مزاجها ستتعلم مجبرة.
العم رابح ابتسم ودخل إلى غرفة مجاورة ليتناول إفطاره.
نسائم في طريقها للمدرسه تحمل حقيبتها المدرسيه على ظهرها وتدندن بأغنيه تحبها فجأه تتوقف بجوارها سيارة دفع رباعي أطل منها بركان بلحيته الكثيفة وابتسامته الشريرة قائلاً : ايتها الطفله الصغيرة أين الطريق المؤدي إلى منزل السيد مداح؟
نسائم تنظر إليه وهيه تشير بيدها على الطريق قائله : من هذا الإتجاه في نهاية الطريق ستجد منزل كبير مطل على البحر ذلك هو منزل السيد مداح.
بركان : شكراً لك يا سندريلا.
نسائم : أنا أدعى نسائم وليس سندريلا؟
بركان يضحك : نسم علينا الهوى.
يستمر بالضحك وغادر المكان.
تنظر إليه نسائم بإستغراب : من هذا المجنون يبدوا شكله مريبا جداً.
تقف سيارة بركان داخل حديقة منزل جاويد ونزل منها وهرع له رجلان من حراس المنزل قال أحدهما : إلى أين أنت ذاهب ومن سمح لك بالدخول إلى هنا ألا تعلم منزل من هذا؟
بركان وهو يبتسم بسخريه : منزل من سيكون اغربا عن وجهي.
أمسك أحدهما كتف بركان اللتفت إليه بركان وسدد على وجه الحارس لكمة كانت كفيله بأن يقع على الأرض مغشياً عليه تدخل الحارس الثاني ووجه لكمة إلى بركان اصابه على وجهه تحسس بركان وجهه قائلاً : أيها القذر.
فأمسك بركان يد الحارس وسحبه إليه ووجه إليه لكمة ثم لوى معصمه وكسرها له ووقع الحارس يتألم.
خرج خالد من داخل المنزل ومعه حارسين اثنين قائلاً : من أنت يا هذا هل جننت.
نظر بركان إلى خالد فقترب منه فأخرج خالد سلاحه من جيبه قائلاً : خطوة أخرى وستكون فعداد الأموات.
بركان يبتسم بسخريه وهو يفتح سترته كان يخبئ تحتها سلاح ناري وسكين ضخمه.
صوت من خلف خالد ( انزل سلاحك يا خالد ) مداح خرج من المنزل واقترب من بركان قائلاً : بركان.
بركان : السيد مداح.
السيد مداح : مالذي أتى بك الى هنا؟
بركان : جئت لإستلم زمام الأمور وانهي مسألة ضوء القمر.
السيد مداح : ومن الذي طلب منك ذلك؟
بركان : السيد جاويد.
كان ذكر اسم جاويد كفيلاً بإن تجعل مداح تتغير ملامح وجهه.
يتبع….
