مقالات

كفاءات أول الطريق

نجاح لافي الشمري

نجاح لافي الشمري

كفاءات ليست مجرد برنامج، بل هي بداية لحكاية نضجٍ واكتشاف. هناك، بين قاعات التدريب وورش العمل، نضجت الأحلام وتفتحت العقول، وامتدت أيادٍ جديدة تصافحك، ليس فقط للسلام، بل للرفقة في الطريق.

في كفاءات، لم نتعلم فقط كيف نكون أكفاء، بل كيف نكون إنسانًا يمد يده لغيره، يفهم قبل أن يحكم، ويشجع قبل أن ينتقد. كل لقاء كان درسًا، وكل وجه جديد فرصة لفهم الحياة من زاوية مختلفة.

عندما وضعنا أقدامنا في أول يوم من كفاءات، كنا غرباء نبحث عن فرصة، لكننا خرجنا ونحن نحمل فريقًا من الأحلام والمواقف والأسماء التي لا تُنسى. كل لقاء عابر في كفاءات كان بذرة لصداقة عميقة، وكل كلمة دعم كانت سطرًا جديدًا في رواية نضجنا المهني.

كفاءات ليست فقط تدريبًا، بل بيئة تحتضن الموهبة وتوقظ الشغف. وهؤلاء الذين شاركونا القهوة بين الجلسات، والنقاشات بين المهام، هم من سيبقون في القلب طويلًا. في كفاءات، لم تكن الجدران تعلمنا بقدر ما كانت القلوب حولنا تبنينا وتشجعنا.

الأصدقاء الذين نلتقيهم في كفاءات ليسوا عابرين، بل رفقاء مسيرة. شاركونا القلق، الطموح، التعب، والضحك. كان كل إنجاز لنا نصرًا جماعيًا، وكل خطوة نجاح نحتفل بها بقلبٍ واحد.

وليس كل من يصنع الفرق يظهر على المنصة، فهناك من يعملون في الظل، يصنعون النور بهدوء. فريق كفاءات لم يكونوا فقط موظفين أو منسقين، بل كانوا شركاء في الحلم، وسندًا في كل لحظة خفنا فيها ألا نكون على قدر الطموح.

من أول لحظة، شعرنا أن هناك من يفهم، من يقدّر، من ينتظر نجاحنا كأنه نجاحه. ابتسامة موظف الاستقبال، حرص المنسق على التفاصيل، حضور المدربين، تفاعلهم، صبرهم… كل ذلك لم يكن مجرد “عمل”، بل كان انعكاسًا لرسالة تؤمن بها.

شركة مساق للتأهيل التي لم تمنحنا فقط بيئة تدريب، بل منحتنا بيئة إنسانية، بيئة لا تُقارن فيها العقول فحسب، بل تُحترم فيها المشاعر، ويُعتنى بالأحلام، مهما كانت هشة. هم أول من حضر، وآخر من غادر. يتابعون أدق التفاصيل، من جودة المحتوى إلى راحة الحضور، ويصنعون فارقًا لا يُرى بالعين، لكنه يُشعر به في كل لحظة.

في كل بريد إلكتروني منسق، في كل جدول زمني منظم، في كل ورشة أُقيمت في وقتها، كنا نرى أثر فريق يؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان.

صناع الأثر، وإن غاب عنهم الضوء. وفي كل برنامج ناجح، هناك من يقف في الواجهة، لكن هناك أيضًا من يحمل العبء الحقيقي خلف الستار، بصمتٍ وإتقان… ذلك هو فريق جمعية نوافذ للشباب في محافظة رفحاء. كانوا النبض الذي لا يُرى، واليد التي ترتب فوضى البدايات، وتصنع من العشوائية نظامًا يُحتذى به. منهم من عرفنا اسمه، ومنهم من لم نعرفه، لكننا شعرنا بأثره في كل لحظة.

مساق. كفاءات. جمعية نوافذ في محافظة رفحاء.

ذكريات لا تُنسى، وتجربة ستبقى واحدة من أنقى محطات النضج والامتنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى