Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

إلى رفاق القلم والوجدان

د.آمال بو حرب

د.آمال بو حرب

أحبّتي…

في زحمة الحياة وصخب التفاصيل اليومية، وقفتُ ذات مساء أسأل نفسي:

ما الذي تبقّى من جوهر العلاقة بيننا نحن حملة الأقلام؟

نكتب عن القيم، نُشيد بالكلمة، ونغنّي للوفاء،

لكن، هل نعيش فعلًا ما نكتب؟

أم نقع، من حيث لا ندري، في فخّ المجاملة الجافة والرفقة العابرة؟

كم من نصّ مرّ أمامنا ولم نقرأه؟

كم من مبادرة ثقافية تجاهلناها؟

وكم من اسم مبدع بقي حبيس الظل،

لا لضعفٍ فيه، بل لأننا لم نمدّ له اليد؟

وكم من اسم وقع عليه التغافل المتعمّد،

فلا يُذكر، ولا يُدعى، وكأنّ في الحضور حكرًا على أسماء بعينها؟

لماذا، في كل مناسبة، تتكرر ذات الدعوات لذات الوجوه؟

كيف يمكن للثقافة أن تزدهر إن كانت تعاني من التهميش، ومن عنصرية ناعمة تلبس قناع الجهويات والمحسوبيات؟

وأقولها بوضوح:

ما أقوله ليس حديثًا عن تجربة شخصية،ولا هو تعبير عن ألم ذاتي،بل هو وصف واقعي لمشهدٍ ثقافيٍّ نعيشه جميعًا،ونتجاهله أحيانًا حتى لا نُتهم بالحساسية أو بالغيرة،مع أن الغيرة الحقيقية لا تكون إلا على الثقافة ذاتها، وعلى جوهر رسالتها.

فلنكن صريحين مع أنفسنا: المثقف الحقيقي لا يُقاس بكمّ ما يكتب،بل بكمّ ما يمنح، ويصغي، ويمنح الآخرين نور اسمه دون ضوءٍ زائد على ذاته. والثقافة ليست كلمات منمّقة ولا ألقابًا نلوّح بها أو هي ظهور في كل المنابر والتكرار دون الإضافة ، هي تواصل إنساني، وصدق، وكرم، وتواضع لا يتصنّع.

ولعلي هنا أستحضر كلمات مما قيل لي سابقا في اول دراستي بمعهد الصحافة والاعلام “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض. لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء وهذه القوة لأنها تتحكم في عقول الجماهير”وأنا أرى ان كل ما يعرض على صفحاتنا هو وجهة إعلامية فيجب أن نشعر أن نشر عمل لزميل هو فعل احترام، لا منّة.

أن الملاحظة الصادقة هدية، لا انتقاص.أن ذكر أسماء الآخرين في المحافل لا يُنقصنا، بل يُكملنا.

هي دعوة من القلب:أن نراجع أنفسنا،أن نتكاتف لا من أجل مصلحة، بل لأن الثقافة لا تزدهر إلا بتضامن أهلها وأن نكون عائلة بالمعنى الأعمق، لا مجرد عابرين في صالة الانتظار.

هكذا فقط، نستحق أن نُدعى حقًا “رفاق الوجدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى