مذكرات الولد الشقي…معلم الرياضيات


فايل المطاعني
الحياة المدرسية مثل علبة الشوكولاتة… ما تعرف أبدًا إيش بيطلع لك! أحيانًا تطلع لك شوكولاتة بالحليب، وأحيانًا تطلع لك فلفل حار مغلف بسكر! ومعلم الرياضيات تبعنا كان فلفل × فلفل × بوكس في الوجه!
كان لدينا معلم رياضيات قادم من مصر الحبيبة، ومن البلاوي – عفواً، أقصد من المصائب – أنه كان بطل الجمهورية في الملاكمة!
يعني مو بس يعرف يضرب بالأرقام، لا… يعرف يضرب حرفيًا!
أول يوم دخل علينا، كان ماسك الطباشير كأنه سكين، يكتب على السبورة بصوت يخربش العظم، وبصوت جهوري قال: “اللي مش هيذاكر… هيتعلم الرياضة بالطريقة الصعبة!”
وأقسم بالله، كلنا فتحنا الكتب قبل لا نعرف أيش هو الدرس أساسًا!
أنا طبعًا، علاقتي بالرياضيات مثل علاقة الكلب بوبي بالقطة ميرفت… حب مؤلم، مليء بالنباح والهروب، وأحيانًا الجري فوق الجدران!
في يوم من الأيام، نسيت أكتب الواجب، ولما سألني قال: “فين الواجب؟”
قلت له بكل براءة: “أكله الجمل!”
قال لي: “وجمل إيه اللي بياكل أرقام؟ انت بتشتغلني؟”
قلت له: “والله يا أستاذ… حتى الجمل صار يكره الرياضيات!”
وطبعًا، كانت النتيجة… لفة شرفية حول الملعب تحت أشعة الشمس ومعاها خطاب رسمي لولي الأمر!
كان يحب يعطي الأمثلة بالحياة الواقعية، يقول مثلاً:
“لو عندك تفاحة وعطيت صاحبك نص تفاحة، وبعدها صاحبك ضربك وخد الباقي… يبقى كام تفاحة عندك؟”
نقول له: “ولا تفاحة.”
يقول: “صح… وتعلمتوا درس في الحياة قبل الرياضيات!”
رغم كل ذلك، كان معلمنا يملك قلبًا طيبًا… بس لازم تحفر وتحفر عشان توصله. علمنا أن الحياة مثل المسائل الحسابية: إذا ما فهمت أول خطوة… الله يعينك في الباقي!
بس للأمانة… من يومه وأنا أحل المسائل وأنا حاط كيس ثلج على خدي!