مذكرات الولد الشقي.. متحف العين


فايل المطاعنى
هل سبق أن دخلت مكانًا وشعرت أنك دخلت آلة زمن؟!
أنا فعلت… وصدقني، لم أكن أدخل لأتعلم أو أقرأ اللافتات، بل كنت أبحث عن مغامرة… أو على الأقل، شيء يخيفني وأهرب منه!
اسمي؟ ما يحتاج… الكل يعرفني بـ”الولد الشقي”، واليوم سأحكي لكم عن مغامرتي في متحف العين!
عندما كنت صغيرًا، كنا نسكن في حارة الحصن، تلك الحارة التي يقع فيها متحف العين. طبعا اتحدث عن مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تجاور حارتنا سوق المواشي المركزي، وهو سوق حديث لم يكن موجودًا من قبل، لكنه أصبح جزءًا من الحيّ الذي كبرنا فيه.
لن أتوه في وصف شوارع الحارة ولا تخطيطها، فليس هذا ما يشغل الولد الشقي!
ما سأرويه لكم اليوم هو مغامرتي الأولى داخل متحف العين، في أول زيارة لي لذلك المكان الغامض – أو على الأقل، كان غامضًا في نظري حينها.
في ذلك اليوم، دخلت وأنا أظن أنني سأشاهد “أشياء مملة” مثل الأحجار واللوحات. لكن ما إن تجاوزت البوابة، حتى تجمدت في مكاني!
أمامي… تماثيل! بعضها لرجال يرتدون الملابس التقليدية، وبعضها لنساء يحملن جرار الماء على رؤوسهن… وقفت أمام أحد التماثيل وأخذت أحدّق فيه… وفجأة، أقسم أني رأيت عينه تلمع!
صرخت، ركضت، ثم اصطدمت برجل أمن ضخم، سألني: “شو فيك تصارخ؟!”
أجبته وأنا أرتجف: “التمثال غمز لي!”
ضحك وقال: “هاي تماثيل شمع يا ذكي، مش جن!”
لاحقًا، دخلت قاعة أبوظبي القديمة، وكانت مليئة بصور وحكايات من زمن الطيبين.
شاهدت صور السيارات القديمة، وأدوات الطبخ، وحتى دفتر المدرسة الذي كانت تستعمله أمي!
كل شيء هناك كان يحكي قصة… لكن طبعًا، أنا كنت مشغولًا أبحث عن زر خفي يفتح سردابًا سريًا – مثل أفلام الكرتون.
من يومها، كل ما مرّيت من عند المتحف… أغمز للتماثيل، وأقول في سري: “ما علي، يوم برجعلكم… بس هالمرة بخطة شقية كاملة!”٢
والله يحفظ متاحفنا… ويحفظ الولد الشقي من الطرد!