صلاة الجماعة


حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
أمر الله عزَّ وجل ببناء المساجد وعمارتها حسَّىً ومعنىً ؛ وجعل ذلك من عمل أهل الايمان ؛ قال الله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ( النور ٣٦ – ٣٨ ) وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) ( التوبة : ١٨ ) ومن أعظم الأعمال التي بنيت من أجلها المساجد ؛ هي أداء الصلوات الخمس المفروضة والجمعة فيها من الرجال المكلفين السالمين من الأعذار الشرعية ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ وَصَلَاةُ الفَجْرِ ؛ ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا ؛ وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ؛ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ ؛ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ ؛ فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ ) رواه البخاري ومسلم ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ ؛ أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ ؛ ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ ) رواه مسلمٌ في صحيحه ؛ قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( مَن سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا ؛ فَلْيُحَافِظْ علَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بهِنَّ ؛ فإنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُنَنَ الهُدَى ؛ وإنَّهُنَّ مَن سُنَنَ الهُدَى ؛ ولو أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كما يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ ؛ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ؛ ولو تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ ؛ وَما مِن رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فيُحْسِنُ الطُّهُورَ ؛ ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ مِن هذِه المَسَاجِدِ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً ، وَيَرْفَعُهُ بهَا دَرَجَةً ، وَيَحُطُّ عنْه بهَا سَيِّئَةً ، وَلقَدْ رَأَيْتُنَا وَما يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلقَدْ كانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى به يُهَادَى بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ ) رواه مسلمٌ في صحيحه ؛ فالنحرص يا اخوة على صلاة الجماعة في المساجد ؛ ولا نتخلف عنها كما يتخلف عنها المنافقين ؛ الذين قال فيهم : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) ( النساء : ١٤٢ ) نسأل الله أن يجعلنا واياكم من أهل الايمان الذين عمَّروا بيوت الله بالصلاة والذكر والدعاء وأوجّه البر والإحسان ؛ وان يجنبنا وإياكم صفات أهل الكفر والنفاق والعصيان ؛ وأن يجعلنا واياكم من الراشدين ؛ اللهم آمين .