تحية أهل الاسلام


حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
السلام اسم من أسماء الله تبارك وتعالى قال صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهمَّ أنتَ السَّلامُ ؛ ومنكَ السَّلامُ ، تَباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ ) رواه مسلم في صحيحه . ومعنى اسم السلام الدعاء بالسلامة للمسلَّم عليه بالسلامة ، والعافية من الشرور والمصائب ؛ وسمي تبارك وتعالى باسم اسم السلام تنزيهاً لربنا عز وجل عن كل عيبٍ ونقص . وقد اختار الله السلام ليكون تحية طيبة لعباده المسلمين فيما بينهم ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا ؛ ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا ؛ أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ ) رواه مسلمٌ في صحيحه ؛ بل حيا الله عباده في الجنة باسمه السلام ، وجعله تحية طيبةً لهم فيها ؛ قال الله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) ( الرعد : ٢٤) وقال تعالى : ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ ) ( الأحزاب : ٤٤ ) فاحرصوا يا إخوة الإسلام على هذه السنة العظيمة التي فيها الخير الكثير للمسلِّم ، والمسلَّم عليه ؛ علماً أنَّ ابتداء السلام سنةً ؛ وردُّه على من سُلِّم عليه واجب ؛ وخيركما الذي يبدأ صاحبه بالسلام ؛ قال الله تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) وفي الحديث : ( جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : السلامُ عليكم ؛ فردَّ عليه السلامَ ، ثم جلس ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم عشْرٌ ) اي عشر حسنات ( ثم جاء آخرُ ؛ فقال : السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ ؛ فردَّ عليه فجلس ، فقال : عشرون ) اي من الحسنات ( ثم جاء آخرُ فقال : السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ؛ فردَّ عليه فجلس ؛ فقال : ثلاثون ) اي حسنات ؛ رواه أبوداود في سننه ؛ وصححه الالباني في صحيح أبي داود برقم ٥١٩٥ . فلا تستبدلوا يا اخوة تحية السلام بتحيةٍ أقلَّ منها ؛ بل ابتدأوا بها بدلاً عن غيرها : وبعدها قولوا ما شئتم من التحايا والدعوات الطيبات والكلمات المباركات . واحذروا من التحايا المذمومة ؛ والمنقولة عن غير أهل الإسلام ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تلاعنوا بلعنةِ اللهِ ، ولا بغضبِ اللهِ ، ولا بالنارِ ) رواه أبو داود ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 4906 افشوا يا اخواننا السلام فيما بينكم في بيوتكم ، وفي طرقاتكم ، وفي مساجدكم ؛ وفي أسواقكم ، وفي مقر اعمالكم ؛ وفي مجتماتكم ؛ وفي كُلِّ مكان تصلون إليه في سفركم وإقامتكم ؛ أفشوا السلام على من عرفتم ، ومن لم تعرفوا من عباد الله المسلمين . ربوا عليه أبناءكم ؛ وأهليكم وقراباتكم ؛ واخوانكم من أهل الإسلام تفوزوا وتفلحوا ؛ فالخير كل الخير فيه ؛ والشر كل الشر في تركه ؛ أو استبداله بما هو أدنى منه . وليسلم الصغير على الكبير ؛ والقليل على الكثير ؛ والمار على الجالس ؛ ولتبدأ اتصالاتنا ؛ وكتاباتنا ؛ ودردشاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بالسلام عليكم : ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) ( البقرة : ١٩٧ ) وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ؛ وجنبنا وإياكم أسباب سخطه وعذابه ، وجعلنا واياكم من أهل جنته ؛ ورضوانه يوم يدخلونها سلام ؛ اللهم آمين .