Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

لغز مقتل محمد آل عيسى..الجزء التاسع والأخير

زينة سليم سالم البلوشي

زينة سليم سالم البلوشي

المواجهة وإلقاء القبض على الجاني

في لحظة حاسمة قرر المحقق “علي الأنصاري” أن يضع حدا لهذه القضية المعقدة كان يعلم أن كل قطعة من اللغز قد قادته إلى هذه اللحظة حيث ستكون المواجهة هي الطريقة الوحيدة لكشف الحقيقة جمع جميع أفراد الأسرة في غرفة المعيشة التي كانت مليئة بالتوتر والصمت المشحون بالقلق نظراتهم كانت تتقاطع كل منهم يحاول أن يقرأ الآخر في انتظار أن يعلن المحقق عن الكشف الكبير

بدأ المحقق في طرح الأسئلة مباشرة دون تردد قال بصوت هادئ لكنه مليء بالثقة لقد اكتشفت أن أحدكم كان لديه دافع قوي لقتل “محمد آل عيسى” كان هناك أمر ما يتجاوز مجرد جريمة قتل عادية والآن حان الوقت ليعلم كل واحد منكم الحقيقة

نظر الجميع إلى بعضهم البعض بقلق كانت علامات التوتر بادية على وجوههم وقف الجميع في حالة من الانتظار وكأنهم يعرفون أن اللحظة الحاسمة قد حانت

ثم أشار المحقق إلى “أفلح” وقال قد كنت في المتجر الذي يبيع المادة السامة وأنت من كنت يشتريها

في تلك اللحظة تغيرت ملامح “أفلح” بدأ يتلعثم في الكلام بشكل ملحوظ ثم بدأ في التراجع أنا نعم كنت هناك لكنني لم أكن أفكر في القتل ارتبكت كلماته وكأنما اكتشف أنه فقد السيطرة على الموقف بالكامل بدأ صوته يهتز وهو يعترف أخيرا كنت أعمل مع “محمد آل عيسى” لفترة طويلة لكنني شعرت بأنه يتجاهلني دائما كان يعاملني بطريقة سيئة وكنت أريد أن أظهر له أنني أستطيع أن أكون أكثر أهمية منه و أكثر قوة ولكن لم أكن أتصور أن الأمر سيصل إلى هذه المرحلة

لكن المحقق لم يكن يقف عند هذا الحد كان يشعر بأن هناك شيئا أكبر وأعمق وراء الجريمة نظر إلى “سعاد” بابتسامة قاسية ووجه كلامه إليها مباشرة قائلا لكن هناك شخص آخر كان له دور كبير في هذه الجريمة وأنتِ يا “سعاد” كنتِ جزءا من هذا المخطط

كان وجه “سعاد” قد تغير فجأة انقلبت ملامحها إلى حالة من الصدمة التامة عينها كانت لا تصدق ما تسمعه لقد كانت على دراية تامة أن النهاية قد اقتربت لكنها لم تتوقع أن يكون الاتهام بهذا الشكل المباشر

استمر المحقق لقد كنتِ تخططين مع “أفلح” للتخلص من والدك لأنكِ كنتِ ترغبين في الحصول على الميراث و والدكِ كان يعرف عن خططكِ وكان يخطط لمنعكِ من الحصول عليه لكنكِ لم تعطيه الفرصة بل سبقته وقتلته قبل أن يتمكن من مواجهتك هو كان على وشك أن يوقفكِ لكنكِ قررتِ التخلص منه

صمتت “سعاد” للحظة وكأن الكلمات قد توقفت عن المعنى كانت تعجز عن الكلام لكن أدلة المحقق كانت كافية لإسكات أي اعتراض قد تطرحه أظهر لها المحقق كل شيء سجل المشتريات و تواجد “أفلح” في المتجر و مشاهداتهما المشبوهة وحتى علامات التوتر في حديثها كان كل شيء واضحا وبغض النظر عن محاولاتها المستميتة لإخفاء الحقيقة كان الضغط عليها أكبر من أن تتحمله

ثم انفجرت أخيرا في الاعتراف نعم نعم كنت أريد أن أتخلص من والدي لقد كان يعترض على كل شيء أفعله وكان يهدد بحرماني من الميراث لم أكن أستطيع أن أتركه يوقف خططي و قد أشرت على افلح بأننا يجب أن نتحرك بسرعة قبل أن يعرف والدي ما نخطط له

كانت المفاجأة شديدة على وجوه أفراد الأسرة الآخرين لم يكن أحد يتوقع أن أحدهم يمكن أن يكون متورطا في هذه الجريمة كانت “سعاد” قد ظهرت لهم دائما كابنه حنونه و محبه لابيها و”أفلح” كان الشخص المخلص والوفي في خدمتهم لكن ما اكتشفوه الآن كان صادما

 

وبينما كان المحقق يستعرض الاعترافات أدرك أن كل شيء قد اكتمل كانت الأدلة واضحة والخيوط قد اجتمعت لتكشف النقاب عن القاتل تم القبض على “أفلح” و”سعاد” في تلك اللحظة وهما يعترفان بالجريمة دون أدنى مقاومة كان المحقق يعرف أن هذه القضية قد انتهت لكن كانت هناك العديد من الأسئلة التي بقيت دون إجابة

 

لقد اكتشف “علي الأنصاري” في تلك اللحظة أن هذه الجريمة كانت مجرد بداية لقصص أخرى قد تظهر في المستقبل كانت الحقائق تنكشف وكان يعلم أن هناك العديد من الأسرار المخفية التي قد تظهر في المستقبل القريب وربما تكون القضايا القادمة أكثر تعقيدا وأشد غموضا

 

تم إغلاق ملف القضية لكن في قلب المحقق كان يشعر بأن هذه النهاية لم تكن سوى بداية لحكاية أكثر تعقيدا حيث يقف وراء كل جريمة شخص آخر مجهول ينتظر دوره ليكشف عن نفسه في اللحظة المناسبة.

 

النهاية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى