الأدب والشعر
عندما تجف السماء..


د.آمال بو حرب _تونس
إذا جفت السماء
ينزف الوطن
ككأسٍ من زجاجِ الصباح
يتكسر في يدي
وينتشر الغبار..
أسأل مرآتي
هل تذكرينني عند ربك
ذات يوم عند الغروب؟
هل تسألين أين، وسامتي ورائحة العطر
وهذا وجهي على شاطئك
المطمور بالصمتِ
يعلن عن بداية مواسم التجاعيد؟
ترحلُ الأسئلةُ كطيرٍ إلى جبال العسير
ويحمل الصخر دمعة لامرأة لا تجد مقاما..
أرسمُ من فمِ القمر خريطة
أسميها وطنا يحتويني
أقرأ ظلي على جدار الزمن..
أنا لم أكن غريبا إلا عن نفسي
والريح ترفض أن تردَ لي الأسم من الرمال
وتعبر الأيام كالنهرِ بين أضلعي
تحمل ما تبقى مني إلى بحر لا يشبهني
فأصير أنا
ابنة السحاب الذي لم يعد يمطر
وابنة كلمات تهجر معناها..
أين رائحة الياسمين
أين اختبأت أسماؤنا
كيف أخط إسمك يا غصة العبور
وأرفع الرماد عن دفتري
لعلني أسترد من البعد لغة الضوء
ومن فم القمر وطنا يحييني…