Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

لغز مقتل محمد آل عيسى..الجزء الخامس

زينة سليم سالم البلوشي

زينة سليم سالم البلوشي

التحقيق مع جميع أفراد الأسرة

عاد المحقق في اليوم التالي من جديد للتحقيق مرة أخرى مع أفراد أسرة الضحية ولكن هذه المرة مع الجميع الجو في القصر كان ثقيلا وكأن جدرانه تخفي سرا لا يريد أن يكشف عند دخوله الصالة الكبيرة ذات الإطلالات الجميلة شعر بأن شيئا ما في المكان قد تغير الجمال الذي كانت تنبض به الصالة بالأمس أصبح باهتا وكئيبا وكأن الروح غادرتها

 

جلس المحقق في وسط الصالة ثم حضر جميع أفراد الأسرة تتملكهم علامات الارتباك والخوف والقلق نظراتهم قلقة وأجسادهم متصلبة وكأن شيئا ما يوشك على الانفجار بينهم بدأ التحقيق مع الابن الأكبر “عصام آل عيسى” وسأله عما إذا كان قد رأى والده ليلة أمس

أجاب عصام بثقة

لقد أخبرتك بالأمس بذلك رأيته حوالي الساعة الثامنة والنصف ثم عدت إلى غرفتي سأله المحقق سؤالا آخر هل تحدثتم في أمر أغضبه؟ أم أن حديثكم كان عاديا رد عصام قائلا كما اخبرتك سابقا يا حضرة المحقق لا كنت أخبره أنني أرغب في العمل معه ومساعدته وكان سعيدا جدا بل فخورا بي لأني خطوت هذه الخطوة

رغم ثقة عصام لاحظ المحقق لمحة توتر خفية على وجهه لكنها لم تكن كافية لتوجيه الاتهام له بعد تحقيق دام قرابة نصف ساعة قال المحقق في نفسه يبدو شخصا جيدا لكن شيئا ما لا يطمئنني بالكامل

ثم انتقل إلى ابنة الضحية “سعاد آل عيسى” البالغة من العمر 22 عاما وهي الابنة الوسطى دخلت بتوتر واضح وعيناها تمتلئان بالقلق طرح عليها نفس الأسئلة التي طرحها على أخيها

أجابت وهي تحاول السيطرة على ارتجاف صوتها

لم أكن في القصر بالأمس كنت في عطلة مع زملائي وعدت اليوم فجرا

لكن المحقق لم يقتنع بالكامل تفاصيل إجابتها كانت مضطربة ونبرة صوتها كانت متوترة بشكل ملفت مع كل سؤال كان يطرحه كانت تتلعثم أكثر وكأنها تخفي شيئا دون المحقق كل ما قالته بدقة في دفتر ملاحظاته وهو يفكر هل من الممكن أن تكون تخفي شيئا أكبر مما يبدو؟

ثم انتقل إلى الابن الآخر “ناصر آل عيسى”البالغ من العمر 20 عاما بدأ عليه الخوف وتحدث بإجابات قصيرة ومقتضبة وكأنه يخشى أن يخطئ عيونه كانت تتهرب من نظرات المحقق وصوته كان مزيجا من القلق والارتباك

لم يتمكن المحقق من الجزم إن كان “ناصر” يقول الحقيقة أم لا لكن شيئا في تصرفاته جعله يسجل ملاحظات أكثر من المعتاد

بعده جاء دور الابن الأصغر “عاكف آل عيسى” وعمره 19 عاما أجاب على الأسئلة بهدوء وثقة وربما بهدوء مبالغ فيه لم يظهر عليه القلق كإخوته مما جعل المحقق يستبعده مبدئيا كمتهم لكنه لم يغفل عن تدوين سلوكه غير الطبيعي

ثم جاء وقت التحقيق مع المساعد الشخصي واليد اليمنى للضحية “أفلح الرحماني” رجل في أواخر الأربعينيات كان يتصبب عرقا من شدة التوتر أجاب على الأسئلة كلها لكن ارتباكه كان واضحا عيناه تهربان من التواصل المباشر وصوته يرتجف في كل مرة يسأل فيها عن موقعه وقت الجريمة

بدأ المحقق يشك أنه يعرف شيئا أكثر مما قال لكنه ينتظر الفرصة المناسبة للضغط عليه

ثم انتقل إلى الزوجة الثانية للضحية حيث أن الزوجة الأولى قد توفيت بعد إنجابها لابنها الأخير بدت حزينة ومنهارة لكن المحقق لم يقتنع تماما بنبرتها الهادئة أكثر من اللازم سألها أين كنت بالأمس وهل رأيت زوجك؟ أجابت

ذهبت لزيارة أهلي وقررت البقاء عندهم رأيت زوجي قبل مغادرتي سألها مجددا متى كانت آخر مرة تحدثت معه؟ قالت في الساعة 5 مساء لكن المحقق شعر أن شيئا ما في أجوبتها غير منطقي لا يعرف ما هو بالضبط لكن هناك حلقة مفقودة في القصة وربما سيكتشفها قريبا

بعد ذلك استدعى الخادمة والحارس وطرح عليهما نفس الأسئلة ودون ملاحظاته بدقة شديدة وقبل مغادرته القصر وجه تعليمات صارمة للجميع

لا يسمح لأي شخص بمغادرة القصر يمنع تماما الاقتراب من مكان الجريمة لا أحد يدخل ولا أحد يخرج

ثم غادر القصر عائدا إلى القسم وجلس في مكتبه المظلم أخرج دفتر ملاحظاته وبدأ يقلب الصفحات بعناية يبحث عن خيط مفقود أو تفصيل صغير قد يقوده للحقيقة كان يشعر أن هناك شيئا أمامه لكنه لم يره بعد وربما يوشك على اكتشافه

يتبع…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى