د.فايل المطاعنى
الذكريات ظاهرها فرح و الخافي الم.
” ستدرك أن نصف حزنك لم يكن إلا بفعل تحليلك العميق وتأملك الدقيق ، بينما الأمر لم يكن يتطلب إلا أن تتخطاه دون تفكير ”
جان دي لا برويير
عفريت مسرح ممثل بدرجة كومبارس
أصدقائي المقربين يعلمون أنني محب للمسرح ، منذ نعومة أظافري وأنا أرتاد المسارح ،كان والدي محب للمسرح وأتذكر أول مسرحية شاهدته كانت مسرحية يوليوس قيصر و جملته الشهيرة “حتى أنت يا بروتس ” وهذه الجملة لازلت أرددها إلى الأن…
لاتوجد متعة تضاهي متعة حضور عرض مسرحي خاصة على أروقة مسارح عالمية،كمسرح البولشوي الروسي أو مسرح اولمبيا الباريسي الشهير.
وحكاية المسرح هذه حكاية قديمة منذ أن كنت في الابتدائية في المدرسة النهائية في مدينة العين الإماراتية أكتشف معلم الفنون أن عندي موهبة التمثيل ، وفي تلك الأيام في برنامج أطفال شهير بأسم عالم الأطفال أو دنيا الأطفال لا يحضرني الأسم بدقة ولكن كان من تقديم الفنان البحريني “محمد ياسين” الذي كنا نطلق عليه ونحن صغار أسم “بابا ياسين ” وكان معه الأستاذ جاسم عبيد الفنان الإماراتي الشهير وكان يقوم بدور الدبدوب . حاليا مخرج .
هذا البرنامج كان يعرض في تلفزيون أبوظبي القناة الأولى هكذا كان أسمها في تلك الفترة . المهم قام الأستاذ رياض مدكور معلم الفنون مشكور بالإتصال بالفنان محمد ياسين وقال له : عندي طفل موهوب أو مثلما كان يقول :الواد ده عفريت مسرح ، كانت سعادتي لا توصف عندما قبل بابا ياسين رؤيتي و انضمامي لبرنامجه الشهير ، ومن جميل الحظ أن في تلك الأثناء ، كان المسرح المدرسي ،له وزن وثقل ويخرج كودار فنية موهوبة . وقد تم إختياري لمسرحية أسمها رحلة المهاجرين إلى الحبشة وكانوا بحاجة، إلى كومبارس المعني الفني مجاميع أو سنيد ، أنتم ترون البطل يضرب في الأفلام لا طبعا البطل لا يضرب ذلك السنيد المسكين هو من يقوموا بضربه بدل البطل أبو عيون خضراء وشعر ناعم.
ولكن كله يهون من أجل خاطر الفن .
أخذت دور كنت أعتبره مفتاح لدخولي أبواب المسرح ، الدور كان أحد الكفار والعياذ بالله ، المشكلة ليست في دور الكافر المشكلة.
أن دور المسلم ذهب إلى أحد زملائي بالصف دور وأصبحنا في الصف المدرسي يوجد كافر و مسلم . وطبعا عندما يحضر معلم التربية الإسلامية ولا يجد أنني حافظ لإحدى الآيات القرآنية أو ليس محضر للدرس جيدا يقول : أنت دورك أيه في المسرحية إياها فأقول: أحد الكفار يا أستاذ ، فيضحك الأستاذ و يضحك الطلاب على حديث معلم التربية الإسلامية الظريف ،طبعا هو فقط كان يمزح معي ولا يقصد شئ آخر ، المهم أصبح في الصف حزبين حزب كفار وحزب مسلمين ، يعجبني في أدوار الشر اثنان من عملاقة الفن العربي الفنان القدير محمود المليجي والفنان القدير صلاح منصور ولكن كمسرح هناك الكثير من الفنانين ،أمثال الفنان الشهير محمد نجم ،ومحمد صبحي ،و الفنان الأنيق حسن عابدين وبعد ذلك انبهرت بأداء الفنان الخالد محمود مرسي خصوصا دوره في مسلسل عصفور النار بصراحة كان أداء الفنان القدير محمود مرسي مبهرا جدا.
المسرح عالم وعندما تقف على خشبة المسرح تكون في عالم أخر . بعد التخرج ومرض والدي لم أستطيع إكمال مشوار التمثيل . وانتهي الحلم بمسرحية هجرة المهاجرين إلى الحبشة ومسرحية شجرة الصفصاف وفي دور كافر بالنسبة لهجرة المهاجرين …..
وفي دور فتي مراهق في مسرحية شجرة الصفصاف وانتهي عفريت المسرح بأن يكون حكواتي ، يحكي ذكرياته لعل يوم ما أتخلص من دور الكافر وأدخل الإسلام في دور صحابي أو تابعي ربما يحدث يوما ما .
دمتم بحب وسلامة.
غدا نلتقي
