مقالات

العمر مجرد رقم

آمنة الحسيني _ مكة المكرمة

آمنة الحسيني _ مكة المكرمة

اليوم، حديثي مختلف عن كل ما كتبته سابقًا. سأتناول قضية “العمر” وما يترتب عليه من مشكلات مجتمعية تخص الرجل والمرأة على حد سواء.

إن اهتم الرجل بنفسه أو بمظهره، تجد البعض يصفه بـ”المتصابي”، وكأن العناية بالنفس أصبحت تُلام. فمثلاً، إذا ارتدى شورتًا، اعتنى ببشرته، أو صبغ شعره، يصبح موضع انتقاد غير مبرر. أما المرأة، فالقضية تتضاعف: تدخل الآخرين في حياتها وشؤونها لا ينتهي، خاصة فيما يتعلق بسنّها ومظهرها.

لو قارنا بين نساء في العمر نفسه، لوجدنا تباينًا واضحًا؛ فهناك من تزوجت في سن صغيرة وأصبحت جدة، وأخرى في العمر ذاته لم تتزوج بعد أو لم يكتب لها الله الإنجاب. تجد الأولى تخشى الانتقاد عند ارتداء ملابس عصرية أو تسريحة شعر مميزة، بينما تنتقد الثانية وكأنها تعوض تلك الخشية بالغيرة أو الحسد، خاصةً إذا كانت المرأة التي لم تتزوج تتمتع برشاقة.

لكن أليس كل هذا جزءًا من إرادة الله؟ أعطى لكل شخص نصيبه، منح هذه نعمة، وأعطى تلك أخرى. فلماذا الانتقاد؟ ولماذا التدخل في شؤون الآخرين؟ أليس من حق المرأة، مهما بلغ عمرها، حتى لو كانت في الثمانين، أن تستمتع بما وهبها الله من دون أن تُلام، طالما أنها في حدود رضا الله؟

العمر مجرد رقم. هناك شخصان في العمر ذاته، لكن أحدهما داخله محطم، والآخر منتعش القلب نقي الروح. العمر ليس بمقدار السنين، بل بما ينعكس من الداخل.

فلنحاول ألا نكون مجتمعًا متخلفًا، وألا نقضي وقتنا في التدخل بشؤون الآخرين وانتقادهم. إذا ألقينا نظرة على الغرب، نجد أن وسائل التواصل تظهر كلاً من الرجال والنساء بأناقتهم المميزة، دون انتقاد أو تدخل. فلماذا مجتمعاتنا الشرقية، وخصوصًا الخليجية، تركز على مثل هذه الأمور؟

 

أترك الإجابة لكم.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى