Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

كلمة شكراً …لمن ؟

بقلم :عبهر نادي  .. المدينة المنورة 

بقلم :عبهر نادي  .. المدينة المنورة 

كثيرة هي أزمات الحياة التي نمر بها ونفاجأ بفرج الله فيها من حيث لا نعلم وبطريقة لا يفهمها العلم ،هي قدرته عز وجل حين تتدخل لتعطينا لمسة الرحمة وتزيدنا إيماناً ويقيناً بوجود عينٍ ترعانا.

 

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة والرياح على أشدها وهزيم الرعد يرعب القلوب وانصباب المطر بدا وكأنه قِرب ماء فكّت افواهها ،شدَّ بصري شجرة تقف بمنتهى الثبات تتراقص مع الريح على انغام الرعد وتحرك أغصانها في تباهي مع قطرات المطر وكأنها تبتسم كلما سقطت منها ورقة ،فهي تعلم أن تلك القطرة وإن اخذت منها ورقة إلا أنها مدتها بالحياة من خلال جذورها . تماماً ! مثل دموعنا التي حين تنزل تهزنا وتغسل قطراتها ارواحنا من شوائبها والآمها لتعود لنا الحياة بشكلٍ أجمل.

مواقف صعبة مرت علينا دفعتنا ليس فقط لنتعلم منها بل لنشكرها ! اليستت هي من صقلتنا وصنعت منا إرادة قوية ! اليست هي من غيرت كثيراً من مفاهيمنا للأفضل !

فشكراً لكل موقفٍ قدمنا فيه الآمنا في صورة أعمالٍ للآخرين من حولنا..وشربنا كؤوس مُرٍ ليشربوا هم كؤوس العسل حين تحملنا جروحاً لنهديهم بلسماً شافياً لجروحهم رغم حاجتنا له.

تُرى كم من مرة غابت شمسنا ليسطع نجمهم وكأن تلك الشمس أرخصت كتفها لتعرج عليه تلك النجوم.

ولكننا رغم ذلك ندرك أن دنيانا ليست ظلاماً سرمدياً او عباءة سوداء نرتديها طوال الوقت بل هي مملؤوة بومضات نور نعبر بها لتضئ لنا دروب مسيرتنا في الحياة وتهدينا مع الآخرين لحظات السعادة التي نعيشها فشكراً لمن اهدانا هذه اللحظات وشاركنا متعتها ،شكراً لكل من انزلني قدري أو ظن انه لم يقدرني ،شكراً لكل من اهداني لحظة أمل أو الم ،شكراً لكل من جبرني لحظة فكان عوناً لي أو فرعوناً علي ،شكراً لكل من كان دوماً بجانبي دون شروطٍ أو مصالح ،شكراً لنفسي التي مازالت تبحث عن طموحها وشغفها للوصول إلى غايتها ،شكراً لمن في الأرض جميعاً فكُلنا حلقات متصلة ولولا ذلك لما وصلنا لما نحن فيه من العلم والمعرفة والخبرة . وعظيم شكري وامتناني لله عز وجل الذي لو قضيت بقية عمري اشكره فلن أُوفيه نعمة من نِعمه فله الحمد والشكر دائماً وابداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى