الأدب والشعر

غابة الذئاب.. ضوء القمر.. الفصل الأول 

سمير الشحيمي

سمير الشحيمي

في إحدى المدن المطلة على المحيط تدعى (مدينة شتله الساحليه) تتحرك سيارة رياضية صفراء اللون بسرعه جنونية في شوارع مدينة شتله سائقها غير مهتم بمخالفة قوانين السير وصوت الموسيقى مرتفع يدخل شارع فرعي ويقتحم بوابة كبيرة كانت مفتوحه على مصراعيها والحارسين يلقون عليه التحية ثم يتوقف داخل باحة منزله الفخم وينزل منها شاب أبيض البشره شعره أسود مائل للبني ملامحه يملئها الكبر والخيلاء يرتدي نظاره شمسيه يدخل إلى المنزل يستقبله أحد رجاله قائلاً : سيد مداح كيف كانت رحلتك؟
مداح يخلع نظارته ويضعها على اقرب طاولة أمامه قائلاً في غرور : لا جديد يذكر يا خالد.
خالد : المهم إنك قد عدت إلى المدينة فإنها بدونك مظلمه.
مداح : لابد وأن أعود لكي أنهى المسألة العالقه بخصوص النادي الليلي.
خالد : كيف العملية التي ذهبت للقيام بها في مدينة الأبراج؟
مداح ابتسم ابتسامه خبيثه : غداً ستعرف.
خالد : ومالذي تأمر به سيد مداح؟
يخرج مداح إلى الواجهه الخلفيه لمنزله المطل على البحر ويتوسط فناء منزله حوض استحمام كبير وخلع قميصه قائلاً : اتصل بالمحامي رأفت واطلب منه الحضور الآن.
خالد : أمرك سيد مداح.
يغطس مداح داخل حوض الإستحمام.

مدينة الأبراج
عم الظلام شوارع مدينة الأبراج وتحديداً بإحدى احيائها السكنيه القديمة الشبهه مهجورة تتحرك شاحنة مغلقة سوداء من نوع فان في ستار الليل المعتم وشوارع الحي السكني لا يوجد بها إناره والشاحنه تستمر بالتحرك ببطئ من دون إضاءه فجأه صوت صرخه آتيه من إحدى البنايات المجاورة وشئ ما يطير فوق الهواء ويرتطم على الأرض ثم يخرج من ممر البنايه ضوء مصابيح معلقه على خوذ كانت خمسة خوذ لإشخاص يرتدون ملابس سوداء يحملون بإيديهم أسلحه أوتوماتيكية يقترب أحدهم من الشئ الذي سقط من أعلى البنايه كانت جثة رجل غارق بدمائه توقفت الحافلة المغلقة أمام الرجال الخمسه ففتح باب الحافلة السوداء وركب الأربعه الشاحنه وبقي الخامس يقف عند باب الشاحنه فقال السائق الذي يرتدي القناع : هل كل شي على مايرام.
الرجل الذي يقف خارج الشاحنه : نعم بقي عمل أخير.
يخرج من جيبه ريموت كنترول ويضغط على إحدى الأزرار فعم صوت انفجار قوي هز أرجاء الحي السكني القديم فصعد إلى الشاحنه واغلق بابها فانطلقت مسرعه مغادرين المكان تاركينه في حالة فوضى ونيران الإنفجار يضئ المكان.

المدينة الغائمة
السجن المركزي تحديداً مكتب مأمور السجن ومعه الجد العقيد وهو يقول : اسمع أيها المأمور أنا لن أجادلك كثيراً بأمر السجناء الثلاثه الذين وضعتهم بالانفرادي.
مأمور السجن : إذا لماذا أتيت الى هنا أيها الجد هؤلاء حاولوا الهروب ويجب ردعهم.
الجد : أعلم ذلك ولكن يجب أن تعلم بإن جوزيف ليس من ضمن الذين أرادوا الهرب.
مأمور السجن : لكن تم قبضه مع الذين هربوا.
الجد : وجوده بالممر وقت محاولة هروب البقيه محض صدفه.
مأمور السجن : لا أستطيع أن أخرجه من الانفرادي قبل أن يمر أسبوع على عقوبتهم التي اقررتها.
الجد : إذا لك طاقة بتحمل الشغب الذي سأثيره وأهدم هذه المرة جدارن السجن بمن فيه فلا تلومني يبدوا إنك لم تتعلم من آخر شغب حدث منذ فتره (راجع رواية عودة الإبن الضال)
تغير لون مأمور السجن فأردف الجد قائلاً : معك 3 ساعات إيها المأمور لتخرج جوزيف من الحبس الانفرادي.
مأمور السجن : لماذا يهمك أمر رجل عادي مثل جوزيف لكي تسبب كل هذه الفوضى من أجله.
الجد : أمر الوفاء صعب عليك أن تفهمه أيها المأمور.
صوت طرق باب مكتب المأمور يفتح أحد أفراد حراس السجن الباب ويدخل معه أحد المساجين الجدد فقال مأمور السجن : من هذا السجين؟
الحارس يقدم أوراق إلى المأمور قائلاً : السجين إسمه جاويد من سجن مدينة شتله.
الجد : 3 ساعات يا مأمور 3 ساعات.
فنادى الجد أحد المساجين الذين يقفون بالخارج ودفع الكرسي المتحرك إلى خارج الغرفه وأعين السجين جاويد تتبع الجد وهو يخرج من المكتب وفي وجهه ابتسامه ساخره.

مدينة شتله الساحليه
يجلس المحامي رأفت يرتدي بدلة رسميه أنيقة وعلى وجهه نظارته الطبيه متوسط البنيه بالعقد السادس من العمر يتوسط رأسه الصلع وقليل من الشعر على أطراف الرأس أشيب اللون وبجواره حقيبته بنية اللون وهو في إحدى الكراسي بغرفة الإستقبال ينتظر السيد مداح وبجواره يقف خالد أحد رجال السيد مداح ، ينزل مداح الآن من الطابق الثاني وهو يدخن سيجارة عندما رأى المحامي مداح ارتبك قليلاً واعدل نظارته وهو ينهض قائلاً : سيد مداح اهلا وسهلاً بك عودة حميدة.
مداح يقف أمام المحامي وهو يرتدي روب الحمام القصير وينفث دخان سيجارته وقال : لقد تأخرت بالقدوم أيها المحامي.
المحامي رأفت برتباك : لقد كنت بالمكتب وعندما أتاني اتصال رجلكم خالد تركت كل أعمالي وأتيت بأقصى سرعه.
مداح : أجلس أريد أن أحدثك عن المقهى الليلي ومالذي حدث بشأنه.
المحامي رأفت : لم يحدث شيء جديد.
مداح : تعال اتبعني لنتحدث داخل مكتبي الخاص لا أريد لإحد أن يسمعنى.
المحامي رأفت وهو يحمل حقيبته : حسنا سيدي.
مداح : خالد لا تدع أي شخص مهما كان يدخل علينا المكتب الى أن ننتهي من هذا الإجتماع.
خالد : كما تأمر سيد مداح.
يغلق باب المكتب خلفهما.

مدينة الأبراج
تقف سياره سوداء كلاسيكيه فاخره أمام برج الكهف المعتم وتقف خلفه سيارتان ينزل منها عدة رجال قويين البنيه يرتدون بدلات سوداء والسياره الكلاسيكيه يفتح بابها الخلفي ينزل منها رجل ملامحه يملؤها الثقه بالنفس إنه المسامر السامر الذي يدخل إلى البرج ومعه سائقه الخاص يحمل له حقيبته ويطلب الموظف المصعد له بعد أن اللقى عليه التحيه وعندما وصل المصعد إلى الطابق الذي يوجد به مكتب المسامر سام خرج من المصعد واللقت عليه جيداء التحيه : صباح الخير السيد سام.
المسامر : صباح الخير جيداء؟
يدخل المسامر إلى مكتبه ويجلس خلف طاولته والسكرتيره جيداء بيدها ملف وتحدثه : كل شي على مايرام سيد سام وهذا الملف به أعمالك اليوميه.
يضع السائق الحقيبة على طاولة المسامر فيقول له : تسطيع الذهاب يا نشوان لا داعي أن تأتي لتقلني اليوم سأغادر بنفسي اوقف سيارة في الفيلا وتستطيع أخذ باقي اليوم إجازة.
نشوان : أمرك سيد سام.
فخرج نشوان وأغلق باب المكتب خلفه وقال المسامر : إذا سيدة جيداء ماذا كنا نتحدث؟
جيداء : عن جدول أعمالك لهذا اليوم عندك إجتماع مع مجلس الأمن السبيراني عن طريق الإتصال المرئي بعد ساعتين ومن ثم غداء عمل مع وكيل الشركة الأمن والسلامة في فندق الكهف المعتم التابع لنا وفي المساء….. صوت الباب يفتح فجأه ويدخل ديبوا وهو يقول : أين ريموت كنترول التلفاز.
المسامر بدهشه واستغراب : ماذا هناك يا ديبوا لما هذه الجلبه!
يلتقط ديبوا ريموت كنترول ويشغل شاشة التلفاز العملاق على القناة الإخبارية المحليه يتحدثون عن انفجار الذي وقع مساء أمس.
المسامر : ماهذا يا ديبوا؟
ديبوا ينظر إلى جيداء فقال : جيداء شكراً لك تستطيعي الذهاب الى عملك.
جيداء تنظر إلى المسامر فأشار لها بالذهاب فقالت : أمرك سيد سام.
خرجت جيداء وأغلقت الباب خلفها.
ديبوا : إنها عملية نوعيه في حي سكني قديم في مدينة الأبراج تتعرض لتفجير وقتل عدة أشخاص ولكن هناك جثة شخص مهم في هذا الإنفجار.
المسامر : من خلف هذا الإنفجار؟
ديبوا يصمت قليلاً ثم تلمع عينيه : منظمة الذئب الأسود.
صوت طرق على الباب ثم تدخل جيداء وهيه مرتبكه وتقول : سيد سام في الخارج أحد ضباط الشرطة يريد مقابلتك.
ينظر المسامر إلى ديبوا وهو يقول : دعيه يدخل.
يدخل الضابط وهو يلقي التحيه ومعرف بنفسه قائلاً : أهلا سيد سام معك الضابط جبران من شرطة المدينة قسم الجرائم المتعددة.
يتبادل المسامر وديبوا النظرات.

يتبع….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى