شـــــهـــــيـــــد الـــــــحـــــــب


الشاعر :مصطفي محمد كردى
أبـيـتُ عـلـى نـارِ الـصّبابةِ والـوَجدِ
بــدمـعِ فــؤادٍ لا يَـكِـلُّ ولا يُـجـدي
فلا النارُ تكوي لي الجروحَ فتَشتَفي
ولا الدّمعُ يُطفي بالعيونِ جوى الخَدِّ
عـلـى أيّ حــالٍ فـالـمنامُ كـما الـلّقا
يـزورُ كغَمضِ العَينِ يُغوي ولا يَهدي
ومـا اشـتغلَت بـعد الـرّحيلِ بشَكوةٍ
شـفـاهٌ لـشـاكٍ بـل يـعضُّ ولا يُـبدي
وإنْ نـظـرَت فـيه الـظُّنونُ تـجهّلَت
عـيونٌ لـه سـالَت حـنينًا على الفَقدِ
ولـو عـرفَ الـعُذّالُ بالكأسِ والجوى
لـزادَ عـذولُ الـحبِّ كـأسًا مـن الـودِّ
وعــاشَ سـقـيمًا كـالـذي لامَ قـبـلَهُ
ومـاتَ ولم يَقبَلْ علاجًا سوى اللّحدِّ
فــهـذا بـــلاءٌ لا يَـطـيـبُ سـقـيـمُهُ
ولا الـطبُّ يدري ما يذوقُ من الشّهدِ
وكـم مـن قـتيلٍ لـيس يعرفُ غيرُهُ
بـأنّ سيوفَ الرّمشِ سَلَّتْ من الغِمدِ
وكـم مـن خَـليٍّ مات من سهمِ نظرةٍ
وإنْ شـئتُ أن أَعـدُدْ أَكِـلُّ عـنِ العَدِّ
شـهـيـدُ غـــرامٍ والـجـراحُ بـنـبضهِ
تـزيدُ بـضربِ الصّدرِ من غيرِ ما حَدِّ