عالم أرواح شاكر العقيد…الفصل الثامن


الكاتب :سمير الشحيمى
*سر العائلة الملعونه*
يتوقف حسام أمام البنايه التي بها شقة وائل ويسأله: ماذا بك يا وائل مالذي كنت تفعله بتلك الطريق المقطوعة من دون مواصلات؟
وائل صمت مطلق ويتصبب عرقا حسام يسأله مجدداً :أخبرني ماذا بك؟
وائل بصوت مرتجف: إن نادين وعائلتها أشباح أشباح.!
حسام يصمت ويأخذ نفس عميق وينظر إليه وائل ويقول: هل تعلم بأمر عائلة نادين؟
حسام : نعم نعلم وكل الذين بالمدينة يعلمون.
وائل: لماذا إذآ لم تخبرني؟ لماذا أخفيت علي.
حسام: لا أستطيع لكي لا تصيبنا اللعنه ويظهر لنا الرجل الذي يحمل رأسه بيده
وائل: والآن مالعمل.
حسام : لا شئ عليك الذهاب إلى أهلك وأن ترتاح وتفكر ماذا ستفعل.
وائل ينزل من سيارة حسام ويقول له حسام: نصيحه مني لك أن لا تخبر أهلك بالذي حدث معك.
ينظر إليه وائل وهو يغلق باب السياره ويصعد إلى شقته ويدخل ويرى أمه وأبوه في إنتظاره يسأله أبوه: لماذا تأخرت يابني أين كنت؟
وائل: كنت مع حسام صديقي
أم وائل : ماذا بك يابني وجهك شاحب ويبدو عليك التعب.
وائل وهو يتجه إلى غرفته:لاشئ لكن أريد أن أنام أشعر بإرهاق شديد.
وأغلق باب غرفته وتمدد على سريره ويعيد شريط ذكريات كل مامر به الليله في المزرعه عندها أللتفت إلى النافذة وجد القطة البيضاء تنظر إليه فخفق قلبه بقوه وغطى رأسه ببطانيته ثم ألقى نظره أخرى للنافذة فلم يجد القطة البيضاء فظل وائل طوال الليل يقرأ المعوذات حتى غط في نوم عميق.
وفي اليوم التالي تحرك شاكر من شقته بتجاه محطة القطار وذهب لقطع التذكرة الى مدينة المروج الخضراء لكن للأسف القطار حالياً خارج الخدمة للصيانة وسيعود للعمل مساءاً فضطر شاكر الإنتظار حتى إنتهاء الصيانة.
وفي شقة وائل أمه توقضه لذهاب إلى العمل
أم وائل: صباح الخير يابني لقد حان موعد ذهابك للعمل ستتأخر.
وائل : لا أريد الذهاب اليوم لا أشعر بأنني بخير.
أم وائل :سلامتك يا بني هل أطلب من أبيك أن يأخذك للمستشفى؟
وائل : لا يا أمي سأنام ومن أستيقظ سأكون بخير.
أم وائل : حسناً يا بني سأدعك ترتاح أن أحتجت إلى شيء سأكون بالجوار.
وائل :حسناً يا أمي.
خرجت أم وائل وأغلقت الباب ووائل يفكر بما حدث معه البارحه وقلبه يخفق بقوه
وفي المدرسة ،نادين ذهبت إلى الإدارة وتحديدا إلى مكتب حسام وقالت له: أين الأستاذ وائل اليوم لم أره في المدرسة.
حسام : لم يحضر اليوم ولا أظن إنه سيحضر نهائياً.
نادين: أتصلت به هاتفياً أكثر من مره ولم يرد على مكالماتي.
حسام: من بعد ما رآه البارحه لا أظن أنه يود البقاء معك.
نادين : وما أدراك ماذا حدث البارحه؟
حسام وهو يزيح نظره عنها: رأيته بالطريق وأنا عائد إلى منزلي وعندما وقفت ليركب معي كان في حاله يرثى لها فعلمت إنه كان معك.
نادين تنظر إلى حسام ثم تخرج من المكتب وحسام يقول في نفسه: كان الله في عونك يا وائل.
وفي الظهيره بمحطة القطار يتحرك شاكر من مقعده ويذهب إلى إدارة المحطة
شاكر : لوسمحت متى ستنتهي أعمال الصيانة لقد أستغرقت وقتا طويلاً
الموظف: أقدر وقتك الثمين وإنتظارك ولكن مازال عمال الصيانة يعملون بكامل طاقتهم لإرجاع الخدمة بأسرع وقت ممكن.
شاكر: لا أعلم ماذا أقول لك لكن سأستمر في الإنتظار شكرآ لك.
وخرج شاكر من مكتب إدارة المحطة ورأى لافته لكافتيريا فقال : أحس بالجوع الشديد سأذهب لأتناول أي شيء حتى إنتهائهم.
وفي المروج الخضراء يدق جرس شقة وائل يفتح أبو وائل الباب إنها نادين
أبو وائل : أهلا بعروستنا الجميله نورتي بيتك تفضلي.
نادين: شكرآ لك ياعمي النور بوجودك.
أم وائل : اهلا بنادين إبنتي تفضلي بالدخول.
نادين : أهلا يا عمه أنا آسفه لحضوري هكذا دون موعد لكن جئت لأطمئن على وائل فإنه لم يحضر اليوم للمدرسة.
أم وائل : يشعر بتعب وإرهاق لم ينم جيدآ ليلة البارحة.
سماح: أهلا وسهلاً بالجميلة نادين كيف حالك؟
نادين : بخير الحمد لله سعدت برؤيتك يا سماح
سماح : وأنا أكثر ياعزيزتي
وائل يفتح باب غرفته وينظر إلى نادين بقلق شديد فقالت أمه: إن نادين أتت للإطمئنان عليك.
وائل:شكرآ يا نادين هذا لطف كبير منك.
نادين : لا شكر على واجب هل من الممكن أن نتحدث بإنفراد؟
أم وائل : ممكن أكيد نحن سندخل لنعد لك الشاي أو الأفضل أنك تتناولي معنا الغداء
نادين : لا داعي يا عمه أنني لن أطيل البقاء سأذهب لأن أخي ياسين والسائق ينتظرونني عند باب البنايه.
أم وائل:إذآ المرة القادمة لابد وأن تبقي لتأكلي معنا
نادين :بكل تأكيد هذا كرم منك ياعمتي.
يطلب منها وائل الجلوس بغرفته وجلس مقابلها فقالت: أنا آسفه عن الذي حدث البارحه.
وائل: لقد كانت صدمة بالفعل أنا أحمد الله بأنني لم أفقد عقلي إلى الآن.
نادين : بسم الله عليك لاتقل ذلك
وائل: وأنتي كيف تذهبي وتتحركي كالبشر العاديين وتخالطيهم.
نادين: أنا لست ميته أنا لست شبح.
وائل: كيف ذلك؟
نادين أمامها طاوله بها سلة فواكه ويوجد بها سكين صغيره أمسكت السكين وجرحت إصبعها فنزل الدم منها فقالت: أنظر أنا بشريه مازلت على قيد الحياة وكذلك أخي ياسين
وائل: لكن أبيك وأمك وباقي أفراد أسرتك
نادين : نعم كلهم موتى لكن بأجساد لا تنبض بالروح تمشي هائمه بهذه الحياه ومقرهم تلك المزرعه التي نقيم بها
وائل : أنا لا أصدق ما رأيت وماسمعت.
نادين: أي شخص مكانك ستكون ردت فعله نفسك وأشد لكن كان لابد أن تعرف قبل أن ترتبط بي أنا أحبك يا وائل لكن يجب أن تعلم إنني لا أستطيع الإبتعاد عن عائلتي وسيكونون جزء من عالمي إينما أذهب.
وائل: لا أستطيع تحمل هذه الفكرة سامحيني يا نادين لا أستطيع الارتباط بك.
نادين تصمت وتدمع عينها ونهضت قائله: هذا من حقك أنا آسفه مره أخرى؛ فخرجت مسرعه من شقة وائل وأم وائل تتسآل ماذا بها فيدخل وائل إلى غرفته ويغلق الباب ويجلس على سريره؛ ونادين ركبت السياره وهي تبكي بحرقه وياسين يواسيها.
وفي المحطة قاربت الشمس على الغروب وصوت مكبرات المحطة تعلن جاهزيت القطار وعودة الحركة من جديد
شاكر: أخيراً من بعد طول إنتظار
ويصعد إلى القطار وينطلق ولقد حل الليل والطريق إلى مدينة المروج طويله أخرج شاكر كتاب من حقيبته وبدء يقلب أوراقها بين يديه ويقرأ بإهتمام (لوسمحت التذكره) رفع شاكر رأسه لمصدر الصوت ورأى وجه مرعب ويخرج الدم من رأسها كانت إمرأه مدت يدها إليه فأشاح بيده بقوه فظهر شخص آخر من المقعد الخلفي جلد وجهه يتساقط ينظر إليه، فرأى القطار ملئ بالأشباح يتجهون إليه فنهض من مقعده مفزوع (لو سمحت التذكره) عاد إلى مصدر الصوت إنه موظف التذاكر يسأله : ياسيد ماذا بك كأنك رأيت شبح تذكرة لو سمحت
شاكر يلتفت للخلف يرى ركاب عاديين أختفت الأشباح فقال شاكر: أنا آسف تفضل هذه تذكرتي.
أخذها موظف التذكره فأرجعها لشاكر ففتح شاكر كتابه مرة أخرى ليكمل قرآته فظهر شبح الفتاة ذات الرداء الأبيض وهيه تقول لشاكر: أنقذ وائل إنه في خطر… إحذر القطة البيضاء لايغرك صفاء فروها بعدها إختفت إلتفت شاكر خلفه ورأى القطة البيضاء وهي بالممر إختفت بين المقاعد
شاكر: يبدو إن هذه الليلة طويلة جدآ… ينظر على ساعته واسترسل: والوقت يداهمني.
في مزرعة عائلة نادين وتحديدا في غرفة نادين وهي تقف مقابل النافذة وتبكي بصمت وغارقة بدموعها ويفتح الأب والأم الباب وينظرون إلى إبنتهم وهيه بحالة الحزن ثم أغلقوا الباب فقال أبو نادين وهو يرجع إلى مقعده ويدخن الشيشه :إن حالتها جدآ صعبه.
أم نادين: إبنتي حبيبتي لا أتحمل رأيتها وهي بهذه الحاله
أبو نادين: ماذا نفعل ستنساه مع مرور الوقت
أتى جعفر مرورا من خلال باب المنزل كالاشباح هو وزوجته فضيله وإبنهما هم بالفعل أشباح فقال جعفر: من أحبت هذا المدعو وائل وهيه بأحسن حال
فضيله : البسمه لا تفارقها وأصبح وجهها يشع نوراً.
أبو نادين : مالذي نستطيع فعله ليس بيدنا أي شيء.
جعفر: سوف أذهب إليه وأحضره بالقوة إلى هنا ونجبره أن يتزوجها.
أبو نادين بغضب: إياك وأن تفعلها يا جعفر.
جعفر يميح وجهه بغضب بعيداً عن أبو نادين وهو يتمتم.
أم نادين :علينا الإنتظار وأتمنى أن تتحسن حالتها وتعود كما كانت.
فضيله :كلنا سعدنا عندما أصبحت نادين سعيدة ووجدت حب قلبها ولكن هيه فرحه لم تكتمل.
أبو نادين ينفخ الدخان ويتشكل صورة نادين ووائل وهما يمسكان بيد بعضهما.
وفي محطة القطار يصل القطار القادم من العاصمة ينزل منه شاكر ،يدخل إلى المحطه يتصل على وائل.
شاكر :كيف حالك ياصديقي طمني عليك؟
وائل : أخيراً الصوت الذي أريد سماعه أنا بخير كيف حالك أنت؟
شاكر : أنا متعب من هذه الرحله وأريدك أن تأتي لتصطحبني إلى شقتك.
وائل:هل أنت هنا في مدينة المروج الخضراء؟
شاكر: نعم أنا هنا تعال بسرعه أنا بإنتظارك.
وائل يغلق الخط ويخبر أهله بأن شاكر سيأتي للمبيت معهم بالشقة وبدل ملابسه وخرج مسرعا وأوقف سيارة إجرة وأنطلق للمحطة وهو يفكر بكل الذي حدث له وأحس ببعض الأمل بوجود شاكر هنا، بحكم معرفته بالأرواح فسوف يساعده بالتخلص من هذا كله.
حزن نادين وبكائها يقلق عائلتها وتحذير شبح الفتاة ذات الرداء الأبيض لشاكر بإنقاذ وائل ليس عبثاً مالذي سيحدث تابعوني لنعرف الباقي من *عالم أرواح شاكر العقيد*
*سر العائلة الملعونه*
يتبع…