Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

( حديث الروح)

سامر المعاني

سامر المعاني

..
يقال إذا أردتَ أن تنهيَ قصة؛ اكتبها وإن أردتَ أن تمحوَ ذكرى فافعل كثيرًا مثلها.
أخرجُ من ذاتِ المكان في كل مرةٍ، أتحسس قلبي في مكانه، فلا أجد شيئًا من ذاك النبض على قيد الحياة.
لم تعدْ رشفةُ القهوة في الصباح تعيدُ ذاكرتي للحنين، ولم تعدْ الأغاني تطوفُ مساءاتِ الكورنيش، تلتمسُ يدَ البحر للسفر إلى آخر الأحلام السعيدة، ولم يتجرأْ نسيمُ الصيف أن يقبِّلَ لهفة اللقاء بعطر الياسمين، فأنتصرُ لقلبي المكلوم.
رحلةُ الضياع والوجع التي ما خمدت نارها بعد شيب الأيام.
تستدرجني الأشواق ، وهبّات العشق المفاجئة للعودة إلى سالفِ الأيام ، وإلى لقاء أعرفُ أنه سيضعفني ، لن ينجوَ بما تبقى فيَّ من حياة ،في كتاب عنوانه ركيك.
كنت أتكئُ على إشاراتٍ، وبعض المواقف غير المقصودة ؛ لأشفعَ للأمنيات بأنّ هناك حبًّا حقيقيًّا يجمعنا ، وعشقًا عظيمًا ينتظرنا ، وأنا أعيب عليّ صحوي أنني كنتُ عاشقًا ؛ كنتُ طرفًا واحدًا.
وما أنا به أضغاثُ أحلامٍ وهواجسُ عاطفةٍ امتلأت بسحر الكلمات ، وسحر الحضور تهزمها نظراتٌ عابرةٌ وابتسامةٌ حائرةٌ ولهفةٌ مجهولةُ العنوانِ.
بقيتُ أبحثُ في كل ما يعيدني إلى ما قبل النظرة والشهقة والبغتةِ الأولى، حتى أدركتُ تمامًا أنني أمتلكُ نفسي ومكاني وزماني ، دون خيالٍ أوانفعالٍ؛ ربما يعيدني إلى ذلك الاستيطان والهذيان ، فأخسرُ واقعي وأرتجفُ من كل نبض ربما يزورني في قادم الأيامِ .
على باب المكان ألقيتُ يدي على السيارة ، أنظرُ إلى بوابة الملتقى أمامي، وقبل أن تحومَ خطواتُها المخملية وبهاءُ طلتها ذكرياتي ، دخلتُ مسرعًا، وإذ بي أجلسُ في مقعد بالقرب من النافذة، أجهلُ كلَّ من في المكان للحظاتٍ، حتى اقتربَ العامل وسألني عمّا أريدُ أن أشرب .
تجولَتْ نظراتي المكان، حتى رأيتُها تدخل ، وقد سلبَتِ الدنيا وقارَها، والآهاتِ تصرخُ بأنفاسي ليتني لم أعُدْ ، فوجدتها تجلِسُ أمامي تقولُ بصوتها الناعم : اشتقتُ إليكَ، نظرتُ في أحداقها طويلًا ألتمسُ قلبي فلم أجده، وصحوي أراد أن يقول كلامًا حتى أوقفتُهُ مسرعًا ،عندما قلت بصوت لا أظنُهُ هادئًا وأنا اشتقتُ إليكِ .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى