Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

حكاية وردة

الشاعر: شاهر عبدالواسع الأثوري

الشاعر: شاهر عبدالواسع الأثوري

كانت لنا بينَ الخمائلِ وَردةٌ

عَشِقَ النشيدَ بِغُصنِها العُصفُورُ

 

كانت تَرُشُّ مِن العطورِ رَوائحاً

ويفوحُ مِنها بالأريجِ عبيرُ

 

كانت تُسَقِّيها السحابُ بدمعِها

ويَضمّها في مُقلتيهِ النُّورُ

 

كانَ النَّدَى يأتي إليها هائماً

فِي كلِّ وقتٍ كالحَبِيبِ يَزورُ

 

كانت تَفيض مِن الجَمَالِ روائِعاً

تروي المَشاعرَ والشُّجُونَ تُثيرُ

 

ولكم وقفتُ مُشاهداً لِجَمالِها

وأنا هُناكَ بِحُسنِها مَسحورُ

 

لكنَّها ذبلت وأرداها الرَّدى

لم يبقَ فيها للجَمَالِ ظهورُ

 

مِن غُصنِها طارَ الهزارُ ولم يَعُد

مِن فوقِها يَترنَّمُ الزرزورُ

 

وأراها تبكي مِن لظى أحزانها

ولها شهيقٌ دائمٌ وزَفيرُ

 

لم يسقِها أحدٌ ولم يُشفقْ لها

فأصابها بعد البهاءِ ضُمورُ

 

أودى بها الإهمالُ جَفَّفَ غصنها

وأتى عليها بالعذابِ نَذيرُ

 

النَّحلُ غادرها وولَّى ذاهباً

ومَضى بَعيداً في الحُقولِ يَطيرُ

 

يا زَهرةً سَبتِ العيون بحُسنها

إنَّ الفؤادَ لِما عَراكِ كَسيرُ

 

يا وردةً ما كانَ أقصر عُمرها

لمَ هكذا عُمر الملاحِ قَصيرُ؟

 

قلبي يئنُّ إذا يرآكِ كئيبةً

والرُّوحُ تشكو والفؤادُ حَسيرُ

 

سنظلُّ نندبُ هكذا يا وردتي

حتى يَعودَ إلى النُّفوسِ ضَميرُ

 

يا رحمةَ اللهِ العظيمة أدركي

بَلداً يكادُ مِن العذابِ يَفورُ

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى