بعد وفاة زوجها


رابية الأحمد
في حادث سير أدى لوفاته
أصرت على الوقوف لتربية أبنائها فكانت الأب والأم
وعملت بقيام مشروع في الأرض التي تملكها بجوار بيتها
كانت تستيقظ في الصباح الباكر.. متجهة إلى عملها لتأكل الأرض من كفوف يديها وترتوي حبات التراب من دموعها
وواجهت قسوة الظروف بشجاعةوإرادة لتربية الأبناء لأعطائهم كل ما يتمنون لتحصد ماجنته من جهود أعمالها
وبعد مضي أربعين عاما من العمل في مشروعها
وحصولهم على الشهادات الجامعية.. صنعت منهم طبيبا ومهندسا ومحاميا ومعلما.. وبالعلم الأم كانت لا تملك سوى شهادة محو الأمية… هنا ازدات سعادتها وغمرت قلبها الأفراح في ماجنته من ثمار تعبها…أنجبت وضحت وعملت وسهرت
هذه هي من يليق بها لقب الأم المثالية .. وعندما رأت نفسها أنها لن تعد تقوى على السير في تضحياتها… قررت الأم بتقسيم الأرض على أبنائها.. فأعطت وكانت منصفة بعطائها
وجمعتهم قائلة
فلذات كبدي
هذا اليوم ترفع رأسي بكم عاليا..وافتخر بأنكم فخر ما به أفتخر ..وصيتي لكم
“كونو قلبا واحد في السراء والضراء وأمنية كل واحد منكم لأخيه مايتمناه لنفسه كونو يدا واحدة..فأنا لن أدوم لكم طويلا”
نظر الأولاد إلى الأم فقال الطبيب :سأكون عند حسن ظنك بي
وسوف أعمل بكل حب وآخلاص لرعاية أخوتي
تساقطت دموع المعلم وقال : أنت ياشمعتي يامن ملكت قلبا صافيا كنقاء الثلج كيف دونك أهتدي
فقال المهندس : يانور العيون وكحلها كيف لروح أن تحيا دونها
سقطت دموع المحامي قائلا : أنت قضيتي وأنت فرحتي فكيف للقلب أن يسلا مهجتي
دعيني أقبل يداك وأنحني وأقبل الأرض من تحت أقدامك لتنجلي
هموم العمر التي كانت مقيمة في أعماقك لاتبخلي يا ملاك أنزله الله لنا وكنت خير لمن برضائها نكتفي