حِكايات من الواقِع .. الحِكايةُ الخَامِسةُ : نِهايةُ العام


ريم الحشار
تبدأ حكايتنا اليوم بالطبيبة التي أصبحت تعمل من على بعد في شؤؤن الصحه وكل ما يَخص السياسات الصحيه والتي تَخدم الموارد البشرية.
وهُنا كما إعتدنا؛ فأنا أتحدث عن حِكاياتي من الواقع.
فقد تركز عملي في هذا العام 2024 على الحملات التطوعية والتوعوية في مجال الصحه ، كما وأنني إنشغلت بتقديم رِسالة الماجستير التخصصي والأعمال ذات العلاقة بمجال التخصص فالقياده والصحه وعالم الأعمال.
وفي يومٍ من أيام أخر شهور السنه و
بينما كُنت مُنشغله بإحدى الإجتماعات التي نَعقدها بشكل متواصل في مجالات العمل مع الشركاء المحلين والدولين؛ اذا بي أتلقى إتصالاً هاتفيًا من رقمٍ غريب !
الو .. ريم كيف حالك ؟
قلت: الحمدلله ، من معي ؟
قالت: إبنة خالتك ! وأحتاجك في استشاره طبيه طارئه!
قلت : تفضلي !
قالت : جدتي الثمانينية تشعر بالغثيان وضغطها منخفض!
توقف عقلي عن الإنشغال بالأعمال لثواني!
قلت: وكم ضغطها ؟
قالت : 90/51
وهنا أحسست فجاءه بعاصفة ذهنية تسترجع الماضي، وتحلل الحاضر ،وتنحسر من عالم الاجتماع الذي أحضره عبر الاثير ، لاتذكر ان الجده تاخذ علاجات لإرتفاع الضغط.
لتشتد سرعة الرياح الفكريه، وتُقلب في دفاترها بسرعة شديده، وتنتقل بين دِراساتها الطبيه، وعلامات الخطر ،والتصرف السليم!
ليأخذني المشهد ل “دورة الانعاش القلبي المتقدمة” التي جَددتُ التدريب فيها مُنذ أشهر قليلة؛ لأنطق للنتيجة التي إستشعرها قلبي ك طبيبة!
وقلت: إستدعوا الإسعاف حالاً!
قالت : هي لا تقبل بالذهاب للمستشفى !
قلت : لا حل لدي ، الحل هو الذهاب حالاً ًللمستشفى.
ف تقول: إبنها أحضر مُمرضات لمعرفة السبب!
وقد كان لطف الله عز وجل أكبر؛ فقد كان من ضِمن ما أحضروه “جهاز تخطيط القلب”.
ل ” يوافق شنُّ طبقه” !
ويَثبت الإحساس الطبي بإثنين من عوامل الخطر وهو الغثيان الغير مبرر! ، وإختلال في نتيجة ضغط الدم لمريضة تأخذ علاجات عدم إنتظام الضغط !
ليُظهر التخطيط القلبي: مؤشرات الذبحه الصدريه!
لأتوجه بالامر في توجيههم للاتصال حالا ب طوارئ شرطة عُمان السلطانية لإحضار الاسعاف.
ول حضروا في وقتٍ قياسي !
وينقلوا الجده في مهنية إسعافيه متقدمة للمستشفى الجامعي ليستقبلها اطباء الطوارئ ويحتضنوها وينقلوها بسرعة فائقه لقسم القسطرة القلبية في وقتٍ لم يتجاوز الساعه.
والجده لا تعلم بما يحدث، ولماذا هذه العجله !
فقد كان من لطف الله عليها انها كانت بوعيها ومؤشراتها الحيويه منتظمه.
عدى التخطيط القلبي !
لتتشكل الملحمة الرفيعة ويتشارك فريق القسطرة بقيادة الدكتور حفيظ باعمر إستشاري امراض القلب والشرايين ، وينقذوا حياة الجدة. والتي اظهرت نتائجها إنسداد رئيسي في شرايين القلب اليُمنى وينقذوا الحالة بدعامه للشرايين للتنفيس عن الإنسداد وإنقاذ قلب الجده وخلاياه التي كانت تحتضر في صمت تتوسل للحصول على القليل من الاكسجين والغذاء الذي قُطع عنها نتيجة الإنسداد في ما يُمسى طبيا ” بالذبحه القلبيه الصامته” ! والتي لم يَكن لها سوى الغثيان ليكون مؤشرًا وحيدًا لها!
لِيُكتب الله عُمرًا جديدًا للجدة مريم الطيبة.
وينتهي بِنا العام على حقيقة جميلة ، وهي أن الطِب مهنة إنسانية بحته. ومنتسبوا المجال الطبي شئنا أم أبينا لهم الفضل الكبير بعد الله في تجويد وتحسين حياة البشرية. وأن من واجب الطبيب الحقيقي متابعة ما يحدث والاستسقاء دائما وبمهنية عن العلوم الطبية الحديثه والتي تتطور بشكلٍ دائم ومستمر.
ف نَحن ك أطباء و ممرضين و مسعفين وعاملين فالقطاع الصحي نعمل سويًا لتحقيق هدفٍ واحد وهو: ” إنقاذ البشرية”
وكل عام وأنتم تَرفلون بثياب الصحة والعافية.