إلى العظيمة أمي


وجنات صالح ولي
إلى من علمتني كيف أصارع الحياة حتى أقف على أعتابها و علمتني بأن لا أمشي فوق الجسر المكسور لأنه في لحظة ما قد ينهار بي، ولا أفكر بالمجاذفة ولو لوهلة في أن أخاطر في المشي عليه خطوة واحدة حتى لاأخسر نفسي .أخبرك اليوم ياعظيمة بأنني وبعد رحيلك ومنذ فترة طويلة مازلت أصارع أمواج الحياة وأنا في بحر لُجي عميق وأحاول الوصول فيه بكل قوتي لبر أمان أستريح عليه . وحتى أصل إلى مرفاء عالم ما كنت أطمح و أكون فيه كما تمنيت ، تحفني دعواتك التي خُبئت لي في السماء حتى أصبحت بهذا الثبات والأستقامة واليوم أقف ايتها العظيمة مصفقةً لعظيم إنجازاتي وأنا أقف على مسارح الحياة بخفة فراشة منتشية متفاخرًة بنفسي لحد النخاع بعد أن أعتدت عليكِ حين كنتي طوق نجاتي ومأمني وأماني وكل أُمنياتي مازال طيفك حاضر يراودني وأبتسم وكأنك أمامي كطفل يتبسم حين تقدم له أمه الحلوى لأول مرة فيطير قلبه فرحًا ويبتسم ضاحكًا، ولأخر نبض لقلبي سأظل أحبك أمي ياكيان هدم صرحه بعد رحيلك ومازال يعيد بناء نفسه دون ضعف أو خذلان أو ملل فقط القليل من التعب ياأمي. ومازالت روحي تحن وتشتاق إليكِ ياأرض خصبة زرعت أغلى بذرة ونمت وأصبحت كشجرة زيتون قوية لاتنكسر فقط تنحني حين هبوب الرياح ولكن لن تقتلع أو تنكسر ومازلت بكِ اقوى دون ضعف أو خوف من مجهول يصادفني في طرقات حياتي ، رحمك الله يا جنتي وكل كياني وكينونتي بعد مرور أيامي بدونك .