تعارف وإنسانية


عائشة أحمد
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم [الحجرات:13]،
السؤال: ماذا يقصد بكلمة شعوباً وقبائل في هذه الآية الكريمة ، ومافائدة التعارف ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلمة شعوب هي جمع شعب، والشعب تطلق على عدد كبير من الناس ينتمي إلى أصل واحد، مثل العرب والأتراك والفرس والإفرنج وغيرهم، فكل واحد من هؤلاء شعب.
والقبائل جمع قبيلة وهي عبارة عن التجزئات التي تتجزأ إليها الشعوب، نحو: قريش وغطفان، وسبأ، فهذه قبائل عربية، وللروم قبائل وللأتراك، وتتجزأ القبيلة إلى عمائر، والعمارة إلى بطون والبطون تجمع الأفخاد والأفخاد تجمع الفصائل…. قال صاحب روح المعاني: وجعلناكم شعوباً وقبائل، الشعوب جمع شعب بفتح الشين وسكون العين وهم الجمع العظيم المنتسبون إلى اصل واحد وهو يجمع القبائل والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة…. تجمع البطون والبطن تجمع الأفخاذ والفخذ تجمع الفصائل…
إن هذه الايه الكريمة تعزز مبدأ التعايش بين الشعوب والقبائل
وتكمن أهمية التعارف بين الناس فيما له من أثر فَعَّال في إحداث الألفة والوئام بين الأفراد والمجتمعات، بل وبين أفراد الإنسانية كلِّها؛ فالناس مخلوقون من أصل واحد، مرجعهم جميعًا لسيدنا آدم وسيدتنا حواء، ثم جعلهم الله تعالى شعوبًا وقبائل مختلفة ومتنوعة ليحصل التعارف والتعاون بينهم؛ فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، والحياة لا تزدهر إلا بالتعاون …
كيف نستطيع وضع آليات بدورها تساهم في رفع مستوى التآلف بين الشعوب ورحمة بعضها لبعض من خلال البرامج المتاحة لنا گشعب …..
كان لبرنامج حوار الاديان اللذي اسسه الملك عبدالله رحمه الله اثره الطيب حيث كان حريصًا على مبدا الحوار سواء الوطني او العالمي ومن هذا المنطلق نأمل وجود الكثير من البرامج الوطنية اللتي تعود على الشعوب بالخير بإذن الله ….
ربما تعلم لغات …..
ربما التواجد بوسائل التواصل لنشرالثقافات ……
كذاك الحرص على التعامل بالحسنى…… وافشاء السلام مع من نعرف ولا نعرف لنظهر صورة واضحة ورائعة.
فهل ياترى لو كانت الشعوب والقبائل على مستوى عالي من الوعي لأهميه التعارف والتواصل المثمر المفيد وعلى درجة من الفطنة الاجتماعية فهل ستستمر الحروب والخلافات وويلات الطمع الدنيوي ، وهل سيظل هناك فقراء وآخرون لم يصلهم التعاليم …..!!!!؟
إن من شأن التواصل الاجتماعي بين الشعوب والقبائل إذابة كل صفات البعد الذميمة سواء البعد الفكري والتجافي الإنساني إلى آخره….إن الإنسان اجتماعي بطبعه لايستطيع العيش بمفرده … لابد من أن ينخرط ويتعايش مع افراد وجماعات … وإن من شأن هذه الصفة احلال السلام ونشر الامان في الارض على أسس إنسانية بحتة لتأتي بعدها كل بنود التواصل بالخير بين الشعوب وتنظيماتها وتقسيماتها الادارية ….
بعد ان اصبح الكون قرية صغيرة عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل لم يعد هناك صعوبة في تحقيق الاهداف الانسانية والعظيمة للشعوب … فقط نحتاج النية الصادقة مع الله …
فبم سنلقى الله إذا لم نبلغ الدين الاسلامي عبرها …أو كيف سنوقف إعدام أطنان الأطعمة والأغذية دون سبب ونحن نرى الآلاف يموتون جوعًا في أقطار قريبة ..
عائشة أحمــد