الأدب والشعر

قصة نجود..الفصل الثامن عشر 

فايل المطاعنى_ عمان

فايل المطاعنى_ عمان

من قصص الواقع 

‏‎وإذا التقيتك ذات يوم ربما

والقلب بادلك الحنين وسلما

وغفوت كالعصفور بلله الندى

لهنيهة بيديك كي أروي الضما

حاولت أشرح لهفتي بعبارة

ولسان روحي خانني وتلعثما

فصمت لكن العيون نواطق

من قال صمت العين ليس تكلما

 

لم تصدق نجود ما رأته عيناها ،نعم أنه رقم علي، وقفز قلبها فرحا فركضت إلى أبنة عمها قائلة لها :منى علي يتصل بي ،علي حبيبي لم يمت ،أنا كنت متأكدة أنه لم يمت وأنه سوف يأتي لخطبتي،نظرت إليها منى مشفقة عليها من الحنين والشوق إلى حبيبها علي، فقالت لها بعد ضمتها بحنان منى : نجود حان الوقت للذهاب إلى بيت عمي ،إنه في إنتظارك ،ولكن نجود كانت ،في عالم، اخر ،لقد التقت روحها بروح علي ،وكأنها انتقلت إليه أو هو جاء إليها من الجنة ،لم يتحمل البقاء، بعيد عن حبيبته ،فعاد إليها ،ليحملها معه ،إلى هناك، حيث الطهر والجمال والملائكة ،واصيبت ، منى ،بحالة من التوهان ،فقالت لنفسه :هل يعقل أن علي لم يمت ،إذن من الذي مات ، وذهبنا عزائه من ؟

لم ترق ،لسالم المحادثة مع نجود , لم يحس أنها الفرح من خلال كلامها ،كان حديثها باهت ،بارد ، وأيضا لم ترحب بالخطوة التي قام بها،وقال :يبدو أن نجود،لم تعلم انني حضرت إلى منزلهم ، وصمت ثم قال بحزن : نجود لا ترغب بالزواج مني،أنا لدي خبرة بالنساء ،لم ألمس فرحا ،بل كانت في حالة صدمة ،عندما قلت لها يا عروس،وضرب الطاولة التي أمامه ،بقوة ،حتى كاد أن تكسر يده، وقال بعدها :هل يعقل أنها ترفضني ، أنا ،لا لا ،كيف ترفضني ،وأنا انتظرتها ،طوال تلك السنين ،لا تخيل نفسي بدون نجود في حياتي ،حسنا ،نجود ،سوف اتنازل عن كبريائي ، أنني ، أنني ،اتوسل إليك أن توافقي ،ارحمي قلبا يحبك ،ولا ينبض إلا بأسمك ،وصرخ ،صرخت قوية قائلا : نجود لن تكوني لغيري ،وبكي بكاء شديد ،وصمت، وكأنه خطر ،على باله، حدث ما ، فقال : هل يعقل أن تكون على علاقة بشخص غيري ،وإلا ما داعي لقولها لي : سوف أخبرك بشي ربما لن يرضيك ،وأخذ يذرع الغرفة ذهابا وإيابا ،وهو يفكر بحديث نجود :يا تري ماذا تريد نجود أن تقوله لي؟؟!

أخذت منى الهاتف من أبنة عمها نجود التي كانت في حالة من الفرح الهستيري،واتصلت على صاحب الرقم الذي مدون أعلاه بعبارة حبيب الروح ، وبعد أن رن الهاتف لخمس ثواني سمعت صوت رجل.

منى : السلام عليكم أخوي ،

الصوت : وعليكم السلام ورحمة الله

منى  بتردد: هذا هاتف يخص المرحوم علي بن ناصر

الصوت : نعم ،هو هاتف نعم أنت نجود عبدالله ؟

منى : لم تجب منى على تسائل ،فقالت فجأة وبحدة وأيضا خوف من أنت ؟

الصوت : أنا حمد بن سلطان صديق المرحوم علي

تنفست منى الصعداء إذن ليس شبح علي وقالت بثقة :لماذا تتحدث من هاتف المرحوم علي ؟وهنا سمعت نجود كلمة المرحوم ، وعلمت أنه ليس علي ،فقالت لنفسها والدموع تغرق عيناها : المرحوم علي ،إذن المتحدث ليس عليا ،وسقطت بقوة على الكرسي دون أن تشعر ، وبكت ،وهي تقول ،ليس علي.علي مات ، مات ، مات ، انهارت فجأة ،لم تستطيع تحمل حقيقة أن علي مات ،كان قلبها يحدثها بأن علي حي يرزق ، تريد أن يكذب عليها ،احدهم بقوله ،أن عليا حي ،يرزق و تكون كذبة ،مثل كذبة ابريل ،أو الأطباء ينقذونه من الموت،مثلما يحدث في الأفلام الهندية ، ،ولكن وصمتت ،ولكن دموعها لم تصمت ،لقد انهار سد عيناها من الدموع ، لقد، تضحت الحقيقة ، علي مات. وصرخت ، وبكل قوتها ،وكأنها علمت الأن بموت علي ! وفجأة قالت ،ولا زالت في طور الصدمة ،لماذا أرسل صديقه ،يتحدث من هاتفه، لماذا صديقه يكون هو المرسال ؟ ،وماذا يريد مني ليتصل بي؟ وبكت وهي تقول : لماذا نتعذب بالدنيا بفراق أحبتنا ،لماذا ، لماذا ،تحاول صديقتها ،ان تهدئ نجود وتقول لها :أستغفر الله ، ذلك كان يومه .

ونظرت إليها نجود والدموع في عينيها : يومه ،وأنا متي سيكون يومي ،لا أريد أن أعيش بعد علي ،أريد أن أموت ،كرهت الحياة بعدك يا علي ..وبكت بكاء مريرا .

يتبع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى