Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

الحضن الذي نحتاجه… يسكن فينا

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

في زوايا الحياة، نمشي أحيانًا مثقلين بخيباتنا، بقلوب نصفها حيّ ونصفها الآخر ينتظر لمسة حنانٍ تشعل فيه الحياة من جديد.
نُفتّش في العابرين، نلتقط من كلماتهم، من نظراتهم، من ابتسامة عابرة، ما نعتقد أنه الدفء الذي نفتقده.

نظنّ أننا نرتجي خلاصنا من الغرباء، ونسينا أن الحنان الحقيقي يبدأ من الداخل… من تلك الزاوية الصغيرة جدًا في أرواحنا، التي تحتاج أن نحتضنها نحن قبل أن نمد أيدينا للعالم.

نبحث عن الحنان في وجوهٍ غريبة، نختبر طُرقات العابرين وكأننا نتسوّل دفئًا يكفي لشفاء جرح قديم، أو يملأ فراغًا خلّفه حبّ ناقص، أو طفولة افتقدت حضنًا آمِنًا.
لكن الأصعب من ذلك… كيف نعيش دون أن نتسوّل الحنان من الآخرين؟

ومع ذلك، يظل الإنسان، مهما بلغ من العمر، يحتاج إلى لمسات حنان تدثّر قلبه، وتطمئن روحه، وتبعث السكينة داخله.
يحتاج إلى من يحتضنه ويبعثر قسوة أيامه الماضية، ويحتضنه فقط… بكل حب وخوف من أن يمس قلبه أي أذى.

الحقيقة أننا حين نتعلم كيف نكون الحضن الأول لأنفسنا، نصبح أقوى، أصفى، وأكثر اتزانًا.
وحين نزرع الحنان في داخلنا، لا نعود نلهث خلفه، بل نلتقيه فينا أولًا، ثم فيمن يستحقون أن يشاركوا قلوبنا دفء الوجود.

ختام:
لا تنتظر الحنان من العابرين، لا تطلبه من أيدٍ قد تنسحب في لحظة غياب، أو قلوب قد لا تعرف معنى الاحتواء.
كُن أنت وطنك، حضنك، ودفء لياليك الباردة.
حين تحتضن ذاتك، تصبح كل الطرقات مضاءة بحنانك، لا بحاجة لعابرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى